تفعيل وظيفة الافتحاص الداخلي على مستوى 50 جماعة: أداة لإرساء دعائم حكامة محلية جيدة بالجماعات وتحسين علاقاتها مع المرتفقين

نظمت المديرية العامة للجماعات الترابية يوما تواصليا خصص لإعطاء الانطلاقة لمشروع مواكبة إدارة 50 جماعة في تفعيل منظومة الافتحاص الداخلي، يوم الأربعاء 08 يونيو 2022 بمقر المديرية بالرباط.

يندرج مشروع تفعيل منظومة الافتحاص الداخلي بـ 50 جماعة في إطار المخطط الاستراتيجي للمديرية العامة للجماعات الترابية الذي تم إعداده بهدف مواكبة الجماعات الترابية للانخراط في الإصلاحات الكبرى التي تعرفها بلادنا، خصوصا في مجال تعزيز الحكامة الترابية من خلال ورشي الجهوية المتقدمة واللاتمركز الاداري. وقد تمت بلورة هذا المشروع في إطار الشراكة مع صندوق تحديث الإدارة العمومية (FOMAP) بقطاع إصلاح الًإدارة بوزارة الاقتصاد والمالية و إصلاح الإدارة.

ويعتمد هذا المشروع الهام بالنسبة للحكامة المحلية في فلسفته على التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي ما فتئ يؤكد في كل مناسبة على أهمية تقوية مبادئ الحكامة على جميع المستوياتالمؤسساتية وعلى المرجعية الدستورية المتعلقة بمبادئ الحكامة وكذا على أحكام القانون التنظيمي رقم 113.14 المتعلق بالجماعات، الذي طالب الجماعات باعتماد التقييم والمراقبة الداخلية والافتحاص وتقديم حصيلة التدبير.

لقد أصبح تدبير الشأن المحلي من المجالات التي تتقاطع فيه عديد من الأنشطة التي تنطوي على مجموعة من المخاطر والتي من شأنها أن تشكل عائقا لتحقيق أهداف الجماعات، سواء تعلق الأمر بمجالات التدبير أو بالفعالية في التدخل. ويعتبر الافتحاص الداخلي من الآليات المناسبة لمساعدة المسؤولين بالجماعات (منتخبون ومسؤولون وأطر) على رصد هذه المخاطر واتخاذ التدابير اللازمة من أجل القضاء عليها والحد من تداعياتها، وذلك في أفق إرساء دعائم حكامة محلية جيدة وتحسين علاقة هذه الجماعات مع مرتفقيها.

ومن أجل تفعيل هذا المشروع على أرض الواقع، عملت وزارة الداخلية من خلال المديرية العامة للجماعات الترابية على تكليف مكتب دراسات مختص في مجال الاستشارة والافتحاص،  للسهر على تنزيل مختلف المراحل المتضمنة  في هذا الورش، وذلك من خلال التركيز على مجموعة من المحاور والآليات المرتبطة بهذا المجال سواء على المستوى النظري من خلال تكوين وتقوية قدرات أطر الجماعات المستهدفة أوعلى المستوى الميداني عبر القيام بتشخيص المراقبة الداخلية وتقييم مخاطرالتدبير وكذا إنجاز مهام اختبارية للافتحاص الداخلي بالجماعات المعنية.

 وقد تم إعطاء الانطلاقة الرسمية لهذا المشروع بتاريخ  21 أكتوبر 2019 بشراكة مع صندوق تحديث الإدارة العمومية (FOMAP) بقطاع إصلاح الًإدارة بوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة وبتنسيق مع المفتشية العامة للإدارة الترابية والجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، واستهدف في البداية 40 جماعة التالية: طنجة، شفشاون ، الحسيمة، وزان، كرسيف، وجدة، تاوريرت، الناظور،الحاجب ، إفران، تاونات، بني ملال ، الفقية بن صالح، خيفرة، خريبكة، الخميساتـ، سيدي قاسم، سيدي سليمان،الصخيرات ، تمارة، بن سليمان، سطات، دار بوعزة، المحمدية، مولاي عبد الله، سيدي بنور، مراكش، الصويرة، الرشيدية، ميدلت، ورزازات، الداخلة ، السمارة ، بوجدور، ايت ملول ، الدشيرة الجهادية ، أولاد تايمة، كلميم ، طانطان، سيدي إفني. حيث تمت  مواكبة  80 مفتحص داخلي، تم اقتراحهم من طرف الجماعات الأربعين المعنية، وذلك من خلال  تقوية قدراتهم على المستوى النظري والعملي في مجال تشخيص المراقبة الداخلية وإعداد خريطة المخاطر وكذا القيام بمهام الافتحاص الداخلي.

ووفق  محاور هذا المشروع ، فقد تم تفعيل وظيفة الافتحاص الداخلي   بالجماعات المستهدفة  من خلال إنجاز مختلف المخرجات  المنصوص عليها  في دفتر التحملات  الخاص بالصفقة المتعلقة بهذا المشروع ، والتي قدمها مكتب الدراسات خلال اليوم التواصلي المذكور على الشكل التالي:

  • المهمة 1: تحسيس السيدات والسادة رؤساء مجالس الجماعات المستهدفة، حول أهمية ودور الافتحاص الداخلي وكذا إنجاز خريطة المخاطر الخاصة بكل جماعة.
  • المرحلة الأولى:  تحسيس السيدات والسادة رؤساء مجالس الجماعات المستهدفة، حول أهمية ودور الافتحاص الداخلي؛
  • المرحلة الثانية: تكوين المفتحصين الداخليين للجماعات المستهدفة في مجال الرقابة الداخلية وتحليل المخاطر؛
  • المرحلة الثالثة: المواكبة الميدانية للمفتحصين الداخليين للجماعات لإنجاز خريطة المخاطر الخاصة بكل جماعة. 
  • المهمة 2 : إحداث وظيفة الافتحاص الداخلي وتقوية قدرات مفتحصي الجماعات المستهدفة في مجال الافتحاص الداخلي
  • المرحلة الأولى: تكوين المفتحصين الداخليين للجماعات المستهدفة حول مبادئ وتقنيات الافتحاص الداخلي؛
  • المرحلة الثانية : المواكبة الميدانية للمفتحصين الداخليين للجماعات المستهدفة في إنجاز المهمة الاختبارية للافتحاص.
  • المهمة 3:   ترسيخ وظيفة الافتحاص الداخلي بالجماعات المستهدفة
  • المرحلة الأولى: المواكبة الميدانية للمفتحصين الداخليين للجماعات المستهدفة لإنجاز المهمة الاختبارية الثانية للافتحاص؛
  • المرحلة الثانية : تقييم درجة تثبيت وظيفة الافتحاص الداخلي بالجماعات المستهدفة وإعداد دليل إحداث وظيفة الافتحاص الداخلي بالجماعات.

وحرصا على تتبع عمل خلايا الافتحاص الداخلي المحدثة على مستوى 40 جماعة وفي إطار مواكبة الجماعات المعنية وتمكينها من الأدوات والآليات اللازمة من أجل الاضطلاع بمهامها على الشكل الأمثل، فقد تم إعداد ميثاق الافتحاص الداخلي للجماعة باعتباره الإطار العام الذي يحدد أهداف ومسؤولية الافتحاص الداخلي ونطاق مزاولة أنشطته .و يهدف ميثاق الافتحاص الداخلي إلى تأمين إنجاز عمليات الافتحاص بطريقة مهنية وموضوعية ومحايدة، خاصة بالنسبة للأطراف المدعوة للتعاون على إنجازها (رئيس مجلس الجماعة والمدير العام أو مدير المصالح والمفتحصون الداخليون ومسؤولوا مختلف أقسام ومصالح إدارة الجماعة).

ميثاق الافتحاص الداخلي