صاحب الجلالة يوجه خطابا لأفراد القوات المسلحة الملكية

اكادير يوم 04/03/2000

'' الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وأله وصحبه.
معشر الضباط وضباط الصف وجنود القوات المسلحة الملكية.
تغمرنا ونحن نخاطبكم فى هذا اليوم الذى نصل فيه الرحم بكم فرحة عارمة وبالأخص في هذه المدينة التى تحتفظ بذكرى غالية ألا وهي كونها نقطة انطلاق المسيرة الخضراء المظفرة التى بمقتضاها توحد شمال المغرب بجنوبه اتخذها والدنا الملك الحسن الثانى رضوان الله عليه مركز مراقبة للسهر على أعمال سير المسيرة الخضراء وانطلاقها. فمن هذه المدينة أعطى طيب الله ثراه أمره بانطلاق المسيرة التى تشكل ملحمة عظيمة من تاريخنا المجيد. ومنذ ذلك التاريخ ومدينة أكادير تضطلع بدور حيوى فى ربط الصلة بين هذين الجزأين من التراب المغربى اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
لقد كان دور القوات المسلحة الملكية فاعلا فى تنظيم المسيرة الخضراء وفى حماية الوحدة الترابية ودرء الاعتداءات المتكررة وتحصين الحدود. ولقد حازت قواتنا المسلحة الملكية المظفرة اعجاب وتقدير الجميع عن جدارة.
لقد كانت قواتنا المسلحة الملكية دوما فى موعد مع التاريخ منذ فجر الاستقلال إذ حمت كيان البلاد ودافعت عن المقدسات فى تفان ونكران للذات وساهمت فى البناء. وفى هذه المدينة التى ابتلتها الاقدار بالزلزال بذلت قواتنا المسلحة الملكية ءانذاك جهودا جسيمة للتخفيف من معاناة المتضررين ومواساة أسرهم وضمان المأوى واعادة بناء المدينة كما أظهرت قواتنا نفس التضحية فى أماكن شتى من المملكة وظروف أخرى.
ولم تتوان قواتنا كذلك عن واجب النصرة للاخوة والاشقاء فى افريقيا و فى العالم العربي. ولا تزال بسالة قواتنا مكتوبة بمداد الفخر والاعتزاز فى سيناء والجولان. ولم تتردد قواتنا عن الاستجابة لدواعى الاعتبارات الانسانية في أرجاء من المعمور كما يشهد على ذلك خدماتها فى الصومال والبوسنة وحاليا فى الكوسوفو.
ان مما يبعث على الارتياح ما لمسناه خلال زيارتنا التفقدية للحاميات العسكرية فى مدينتى الرشيدية و ورزازات من دقة التنظيم وروح المسوءولية والانضباط والتضحية.
ويطيب لنا تقديرا لجهود قواتنا المسلحة الملكية حيثما كانت وفي وحداتها المختلفة ورتب أعضائها أن نعرب لها عن عرفاننا الكبير وتقديرنا لجهودها وتضحياتها فى حماية الوحدة الترابية والدفاع عن مقدسات البلاد.
وسنواصل العزم بمعية كافة أطرها وأعضائها بالارتقاء بها وتحسين أدائها والسهر على تحسين ظروفها والرفع من معنوياتها.
ونود كذلك في هذه المناسبة أن نعرب لكم عن التقدير الكبير - للتضحية الجسيمة التى تبذلونها - من طرف الشعب المغربي قاطبة. وفقكم الله في خدمة شعاركم الخالد ''الله. الوطن. الملك '' والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ''.