صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوجه كلمة سامية إلى الأمة بمناسبة حلول الذكرى الأربعينية لوفاة جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه وانتهاء فترة الحداد

الرباط يوم 02/09/1999

"الحمد لله وحده و الصلاة على أفضل خلق الله سيدنا محمد و على ءاله و صحبه.
شعبي العزيز..
لا أعتقد أن هناك لحظة أشق على النفس من تلك التي وأنا أنعى إليك وإلى العالم أجمع وفاة والد الأمة المغربية جلالة الملك الحسن الثاني قدس الله روحه. لكننا خضعنا لأمر الله القائل .."كل نفس ذائقة الموت" فرضينا بقضاء الله و قدره.
شعبي العزيز..
لقد كان توديعك لعاهلك الراحل مظهرا عظيما مؤثرا جسد عظمة نضجك و انضباطك و إخلاصك. وإنني لأخاطبك اليوم بعد انتهاء أيام الحداد الوطني لأعبر لك شعبي العزيز عن صادق رضاي وعظيم ثنائي على ما أعربت لي ولـلأسرة المالكة عنه من عزاء وأنت أولى بهذه التعزية والمواساة.
لقد تأثرت عميق التأثر أيضا بما أعربت عنه - شعبي العزيز - نحو شخصي من خلال عبارات ابتهالك إلى الله العلي القدير أن يشد أزري ويقوي عضدي بشقيقي صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد ويأخذ بيدي ويجعلني خيرخلف لخير سلف ساهرا على أمنك واستقرارك ضامنا لوحدتك وسيادتك حافظا لقيمك ومقدساتك. وها أنذا أشكر لك دعواتك الصادقة مؤمنا باقترانها بالاستجابة الإلهية الكريمة على أنني لم أورد هذا الثناء عليك والتنويه بمشاعرك وتجاوبك الحضاري مع الذين ساهموا في تأطير مراسيم التشييع الجنائزي المهيب إلا لما يقتضيه المقام من الاعتراف بإحسان المحسنين وتقدير العاملين. ومن واجبي التوجه إليك للتنويه بما أكدته مرة أخرى بمختلف مكوناتك من التحامك بالعرش وتقليدك إيانا أمانة صيانة ماضيك والنهوض بحاضرك والاطمئنان على مستقبلك وحماية مقدساتك وتكريم انسانك وترسيخ مؤسساتك في ظل دولة القانون والحق.
وختاما "شعبي العزيز" أسأل الله تعالى أن يلهمنا الجميل من الصبر والعزاء ويتغمد فقيدنا الغالي بواسع رحمته ورضوانه ويرزقه نعمة الشهداء المقربين ويعيننا على تحقيق ما كان يرومه لوطنه وأمته من وحدة واستقلال وأمن وقوة ورخاء وعدل وعلم وتربية وخلق. ولتكن هذه مناسبة جديدة لمسيرة مغربية تتحدى الصعاب والمستحيلات نبراسها قوله سبحانه و تعالى .." واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا".
صدق الله العظيم
والسلام عليكم و رحمة الله".