صاحب الجلالة الملك محمد السادس يلقي خطابا ساميا عقب ترؤس جلالته إلى جانب الرئيس البيروفي أليخاندرو طوليدو مانريكي مراسم التوقيع على عدة اتفاقيات للتعاون بين المغرب والبيرو

ليما يوم 30/11/2004

" الحمد لله،
والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه،
فخامة الرئيس،
السيدة الفاضلة عقيلته،
أصحاب المعالي، حضرات السيدات والسادة،
يطيب لي أن أعبر لكم عن عميق الاعتزاز بالقيام بأول زيارة لبلدكم الجميل، تجديدا لروابط الصداقة بين المغرب والبيرو، وتمتينا لعلاقاتهما الديبلوماسية، التي تعود إلى أكثر من أربعة عقود. فبفضل التطور المطرد لعلاقاتنا، والذي نعطيه اليوم، دفعة قوية بمباحثاتنا المثمرة، والتعاون الفعال بين حكومتينا، والدور الذي تقوم به مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية البيروفية، لاستكشاف ميادين وآليات جديدة، فإننا نتطلع لبناء شراكة متميزة، خاصة وأن بلدينا يتقاسمان نفس الاهتمامات في ما يتعلق بترسيخ الديمقراطية ودولة الحق والقانون، ودعم سياسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، الناجعة والخلاقة للثروات.
وإننا لنتابع، عن قرب، الإنجازات التي حققها البيرو، خلال ولايتكم، بفضل تدبيركم الحكيم للسياسات الماكرو اقتصادية، مما جعله، بالرغم من الظرفية الاقتصادية الصعبة، يسجل إحدى نسب النمو الأعلى في المنطقة. كما ننوه بالتزامكم، وبالقرارات الشجاعة التي اتخذتموها لمحاربة الفقر، والإقصاء الاجتماعي، الذي يشكل المعضلة الكبرى لبلدان الجنوب.
وفي هذا السياق، فإننا نعتبر القمة المرتقبة لدول الجامعة العربية وأمريكا الجنوبية، فرصة سانحة، للانكباب على وضع خطة استراتيجية لمواجهة هذه المعضلة، وغيرها من التحديات، بوضع آليات لتعاون مثمر بين مجموعتينا.
" وإننا لنسجل، بكل ارتياح، تطابق وجهات نظرنا حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، فبلدانا ما فتئا يدافعان عن قيم السلم والتسامح والحوار، عاملين على محاربة العنف، والتطرف وجميع أشكال الإرهاب، مساهمين في كل الجهود الدولية، الهادفة للحفاظ على السلام والاستقرار في مختلف جهات العالم.
ومن هذا المنطلق، أود التأكيد بخصوص تسوية النزاع حول أقاليم المغرب الجنوبية، عن استعداد بلادنا للتعاون مع الأمم المتحدة، ومع جميع الأطراف المعنية ودول الجوار، للتوصل إلى حل سياسي تفاوضي ونهائي، لهذا النزاع، بما يضمن حق المملكة المغربية المشروع في الحفاظ على سيادتها الكاملة، ويحقق لكافة سكان هذه الأقاليم تدبير شؤونهم الجهوية بطريقة ذاتية وديموقراطية ، في نطاق وحدتنا الوطنية والترابية، بما يساهم في بناء الإتحاد المغاربي.
كما أن المغرب حريص على العمل في نطاق الشرعية الدولية، وانتهاج الحوار والتفاوض، لإيجاد تسوية سلمية وعادلة ومنصفة، للنزاعات المهددة للسلم والأمن العالمي، ليس في منطقته فحسب، بل في العالم أجمع.
وفي هذا السياق، فإننا منشغلون بالأوضاع المتردية، في منطقة الشرق الأوسط، متطلعين إلى استثمار الظرفية الجديدة لتفعيل خارطة الطريق، لإيجاد حل للقضية الفلسطينية وللنزاع العربي الإسرائيلي، ولمعاناة الشعب العراقي، طبقا لمقررات الشرعية الدولية.
فخامة الرئيس،
إني إذ أعرب لكم عن جزيل شكري وامتناني لحفاوة الاستقبال، الذي خصصتموه لي، وللوفد المرافق لي، فإني أود، السيد الرئيس، أن أعبر لكم شخصيا وللسيدة عقيلتكم المحترمة، عن متمنياتي بالصحة والسعادة، وللشعب البيروفي الصديق بالتقدم والازدهار.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ".