نص الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في مؤتمر جراحة الأعصاب بمراكش

مراكش يوم 19/06/2005

"الحمـد لله،
والصـلاة والسـلام علـى مـولانـا رسـول الله وآلـه وصحـبه.
حضـرات السيـدات والسـادة العلـماء والأسـاتـذة الأفـاضـل، يطيـب لنـا أن نرحـب بالمشـاركيـن فـي المؤتمـر الثالـث عشـر للفيـدراليـة الـدوليـة لجـمـعـيـات جراحـة الأعصـاب، الـذي أبينـا إلا أن نضفـي عليـه رعايتنـا الساميـة، تقديـرا منـا للجهـود السخيـة التـي تقـوم بهـا جمعياتكـم الموقـرة، مـن أعمـال علميـة رائـدة، وبرامـج ميدانيـة موفقـة، فـي المجـال الدقيـق لجراحـة الجهـاز العصبـي؛ مـن منطلـق اهتمـامنـا الخـاص بالفضـاء الأوسـع للرقـي بقطـاع الصحـة، الـذي بـوأنـاه مكانـة الصـدارة، فـي المبـادرة الـوطنيـة للتنميـة البشريـة، التـي أطلقناهـا مؤخـرا، للنهـوض بـأوضـاع الفئـات التـي تعانـي الفاقـة أو الإعاقـة.
وإذ نشيد باختياركم المغرب، لاحتضان لقائكم الـام، معتزين بما يرمز إليه،من اعتراف بالتقدم المنجز من لدن بلادنا،في مجال تخصصكم، وللنشاط العلمي المتميز للجمعية المغربية لجراحة الأعصاب، رئاسة وأعضاء، فإننا نعتبر انعقاده بمراكش، حاضرة اللقـاءات الدولية الهادفة، ولأول مرة، في بلد عربي إفريقي، فرصة سانحة لتأكيد عزمنا الراسخ وعملنا الدؤوب، على إيلاء القارة الإفريقية ما تستحقه من عناية، للنهوض بالأحوال الصحية لشعوبها الشقيقة، ومناسبة لاستفـادة بلدانها النامية من خبرتكم الكبيرة، للاستجابة للحاجيات الصحية للسكان، في أدق تخصصات الطـب الحديث.وإننا لواثقون بأن التئام ملتقاكم بالمغرب، الذي يعتز بانتمائه الإفريقي، سيكون له تأثير إيجابي على البحث العلمي والاستشفائي في مجال أمراض الدماغ والشرايين، وكل الأدواء المرتبطة بالجهاز العصبي، سـواء ببلدنا، أو بـالأقطار الإفريقية الشقيقة.
ونود التنويه، في هذا الصدد، بقـرار فيـدراليتكم بإحداث "مركز معياري"، لتكوين جراحي الأعصاب في البلدان الإفريقـية، مؤكدين التزام المغرب، في نطاق مساندته الملموسة للتنمية البشرية المستدامة للشعوب الإفريقية الشقيـقة،بدعم كل المبادرات التي سيصدرها مؤتمركم الموقر، والأوفاق الهادفـة لتشجيع التعـاون بين هيأتكم وجامعة محمد الخامس بالرباط.
كما نغتنم هذه المناسبة للإشادة بالدعم المقدم من قبل عدة دول شقيقة وصديقة، ومؤسسات دولية، من أجل إتمام إنجاز وتجهيز المركز الوطني لعلوم الأعصاب، بمستشفى الاختصاصات بالرباط،مؤكدين لكم عزمـنا القوي على وضعه رهن إشارة المرضى والأطباء والباحثين الأفارقة؛مجسدين بذلـك توجهـنا الراسـخ لتعزيز علاقات التعاون جنوب-جنـوب، وتطوير شراكة نموذجية بين بلدان الشمال والجنوب، لما فيه خير الإنسانية جمعاء.
وإذ نرجو لكم مقاما طيبا بالمغرب،أرض التعاون المثمر، وجسر التفاعل بين الحضارات والثقافات، لنسـأل الله أن يكلـل أعمالكـم بالنجـاح.

والسـلام عليكـم ورحمـة الله تعالـى وبركاتـه.

وحرر بالقصر الملكي بالرباط يوم السبت تاسع جمادى الأولى 1426هـ موافق 18 يونيو 2005م ".