نص الرسالة الملكية السامية الموجهة الى المشاركين في الدورة الرابعة لبرلمان الطفل والدورة التاسعة للموءتمر الوطني لحقوق الطفل

الرباط يوم 25/06/2002

"الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه
      حضرات السيدات والسادة سفراء النوايا الحسنة وممثلي المنظمات الدولية
      أطفالنا الأعزاء
   يطيب لنا أن نتوجه إليكم بالخطاب في هذا اللقاء الحضاري الكبير الذي يلتئم فيه الأطفال مع جميع المهتمين بشوءون الطفولة تحت رئاسة شقيقتنا صاحبة السمو الملكي الاميرة الجليلة للامريم رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل مرحبين بالسيدات والسادة المشاركين ومقدرين دعمهم لفعاليات هذا الملتقى الذي أصبح  ولله الحمد تقليدا محمودا وعملا وطنيا يحتذى والذي نحن حريصون على أن نجعل منه موءسسة قارة ومدرسة للتربية على الديمقراطية والمواطنة والتسامح. وهو حرص نابع من ايماننا الراسخ بأن مستقبل الشعوب والأجيال يقاس  بمدى الارادة في تأصيل هذه القيم وبأن تفعيل ثقافة مشاركة الاطفال من أجل تحسين أوضاعهم وضمان حقوقهم يعد أحسن تمرين لهم على ذلك.
   وإننا لنود أن نهنيء أعضاء الحكومة والبرلمان على تفاعلهم الإيجابي مع هذه الروءية وتلك الارادة وعلى التجاوب مع تساوءلات الأطفال البرلمانيين المعبر عنها تحت هذه القبة مما يوءكد المستوى المشرف لأطفالنا ويبرز مدى ادراكهم لمتطلبات النهوض  بحقوق الطفولة وحمايتها وما لهم من دور في هذا المجال. فهنيئا لكم أطفالنا الأعزاء بذلك وبما تقدمونه وأنتم سفراء لبلادكم في محافل كبرى دولية.
   حضرات السيدات والسادة
   لقد أمكن لبلادنا أن تقدم مساهمة نموذجية خلال الإعداد والمشاركة في الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الطفولة وذلكم بفضل الجهد الكبير الذي بذلته اللجنة الوطنية وما قامت به من تنسيق محكم تحت الرئاسة الفعلية لشقيقنا صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد الذي مكن بحكمته أعضاء اللجنة من حسن الإعداد والتنسيق وكذا بفضل الدعم والحضور المتواصلين لشقيقتنا صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للامريم مما جعل مشاركة بلادنا في مستوى ما نتطلع اليه. وقد كان حضورنا جلسة افتتاح هذه الدورة التاريخية برفقة سموها تأكيدا لعزمنا الذي لا يلين على تشجيع كل مجهود جاد يساهم في الرفع من مصالح الطفولة.
   ولقد أثبتت بلادنا بتلك المناسبة الدولية ما أحرزت من تقدم وما فتحت من أوراش  كبرى في مجالات الرفع من مستوى الطفولة خلال العشرية الاخيرة خصوصا في ميادين الحقوق الأساسية.. كتعميم التمدرس  وصيانة صحة الطفولة المبكرة والتقدم في ملاءمة التشريعات الوطنية وتعزيز ثقافة التضامن الانساني تجاه الأطفال والسبق في التصدي لظاهرة سوء معاملتهم واستغلالهم باعتبارها تحديا يستأثر باهتمام العالم.
   حضرات السيدات والسادة
   اننا مع تنويهنا بهذه الايجابيات نوءكد أن فئات من أطفالنا ما زالت تعاني الاستغلال وسوء المعاملة والتعرض  للانحراف وغياب الرعاية الأسرية دون اغفال ما يعوز الطفلة القروية. وان انشغالنا بمتطلبات الحماية لهاته الفئات وما تقتضيه معالجتها من مقاربات وبرامج وطنية تعتمد في تنفيذها على مساهمة الجميع هو الكفيل بتحقيق النقلة النوعية والنموذجية التي نريدها ضمانا لمستقبل أطفالنا وتحقيقا للإطمئنان داخل الأسر والمجتمع.
    وقد أثلج صدرنا أنكم في لقاء اليوم ستركزون على التفكير في هذه القضايا بما هو معهود في أساليب عمل الموءتمر الوطني لحقوق الطفل من جدية وموضوعية وشفافية وروح المسوءولية.
   وإن مما يزيدنا شعورا بالارتياح ما هو عليه مستوى المشاركين الدوليين من علماء وخبراء مهتمين بهذه المجالات نعتبر حضورهم في هذا اللقاء الوطني أهم موءشر على حسن اختياركم للروءية والمقاربة خصوصا وأن بلادنا مقبلة بحول الله على تنظيم اللقاء الأورو متوسطي الذي دعت اليه صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا مريم بوصفها سفيرة للنوايا الحسنة الناطقة باسم الأطفال لتبادل الرأي حول الوسائل الكفيلة بحماية الأطفال بهذه المنطقة وتوفير الأمن الانساني لهم وذلك بتعاون مع المنظمات الدولية والمنظمة العالمية للصحة واليونسكو واليونسيف ومنظمة السكان.
   واننا لنهيب بكم حضرات المشاركات والمشاركين أن تعتبروا لقاءكم في هذا الموءتمر مناسبة لجعل تلك الجهود الميدانية الناجعة والنتائج العلمية والعملية أساسا في تحديد هذه المقاربة انطلاقا من ثقافتنا وامكانياتنا واعتمادا على الحداثة وما تتيحه من أساليب التحليل والتفعيل واشراك الأطفال وأن تجعلوا رعاكم الله من هذا اللقاء مرحلة وقاعدة لاعداد التظاهرة الأورومتوسطية التي ينتظر نتائجها الجميع.
   كما نهيب بأعضاء اللجنة العملية المكلفة بالاعداد أن تتخذ جميع الترتيبات كي يصبح الموءتمر محطة لدعم مسلسل التعاون بين دول هذه المنطقة لتحقيق الحماية للأطفال وتعزيز قيم التضامن وثقافة السلم والتسامح بين الأجيال اعتمادا على المرجعيات الدولية واحتراما لقيم شعوب هذه المنطقة وتقاليدها وترسيخا لمبدأ تكريم الانسان وصيانة حقوقه جاعلين من ذلك فضاء أورومتوسطيا للحوار وتبادل الأفكار ودعم المبادرات في هذا المجال.
    وفقكم الله وسدد خطاكم
        والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".