نص الرسالة الملكية السامية الموجهة الى المنتدى الأورومتوسطي حول حقوق الطفل والأمن الانساني

مراكش يوم 22/10/2002

" بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مولانا رسول الله واله وصحبه
حضرات السيدات والسادة
أطفالنا الأعزاء،
يسعدنا أن نفتتح أشغال هذا المنتدى المتميز المشمول برعايتنا السامية والذي ينعقد تلبية لدعوة شقيقتنا صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للامريم سفيرة النوايا الحسنة لدى اليونسكو الناطقة باسم أطفال العالم موجهين خالص شكرنا للسيد ماتسورا كواشيرو المدير العام لمنظمة اليونسكو والسيدات والسادة سفراء النوايا الحسنة المدافعين عن الحقوق الانسانية والخبراء ومبعوثي المنظمات الدولية الذين نرحب بهم ونتمنى لهم جميعا مقاما طيبا بمدينة مراكش قلب المغرب النابض بقيم التعايش والسلام التواق الى احتضان اللقاءاءت الدولية وحوار الحضارات
حضرات السيدات والسادة
ان قضايا الطفولة تأخذ اليوم وعبر العالم كله أبعادا جديدة في شتى مظاهرها واشكالياتها بالرغم من المجهودات الكبرى التي بذلت والنتائج الملموسة التي تحققت في مجال تحسين أوضاعها خصوصا منها المتعلقة بالصحة والتعليم وغيرها من الحقوق الأساسية.
فهناك فئات واسعة من الأطفال بالمنطقة المتوسطية تعاني أكثر مما مضى من سوء المعاملة والاستغلال بجميع أشكاله ومن تداعيات الحروب والنزاعات كالذي يعيشه أطفال فلسطين والعراق وما عاشه أطفال الكوسوفو ومن تفاقم ظواهر الانحراف والمخدرات والهجرة ومرض فقدان المناعة المكتسبة. ولقاوءنا اليوم اذ ينقل وعينا بضرورة مواجهة هذه المخاطر من مستواه الوطني الى المستوى الاقليمي يعبر عن التزامنا الجماعي بمقاومة هذه المخاطر المتفشية حيث سينصب اهتمامكم على توحيد الروءية تجاهها والبحث عن السبل الكفيلة للتصدي لها في اطار مقاربة شمولية تربط الطفل بالفضاء الذي يتفاعل فيه مجسدين بالتقائكم سلوكا حضاريا للتصدي لكل الاشكالات المرتبطة بموضوع الأمن والاستقرار الاجتماعي من منظور أكثر انسانية.
ان التزام قادة الدول بتفعيل اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل وكذا بالبروتوكولات الاختيارية ذات الصلة وتأكيدهم لذلك موءخرا بمناسبة انعقاد الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الطفل ودعمهم لكل المبادرات المبذولة في هذا المجال لخير دليل على ارادة المجتمع الدولي الراسخة في جعل حماية الطفولة فوق كل الاعتبارات. وحضوركم اليوم حضرات السيدات والسادة هذا المنتدى هو تجسيد لهذه الارادة وللوعي الجماعي بضرورة دعمها والاسهام في التحليل واقتراح الحلول التي ستساعد على الوفاء بذلك الالتزام جاعلين من نتائج المبادرات والمجهودات التي تم القيام بها خلال السنوات الأخيرة معطيات تساعد على اثراء البحث وتعميق الحوار وتحري موضوعية الاقتراحات وشموليتها.
واننا لمرتاحون للمنهج السليم الذي التزمتم به لانجاح تنظيم منتداكم الذي اخترتم له عنوان "المنتدى الأورومتوسطي حول حقوق الطفل والأمن الانساني" حيث اعتمدتم مقاربة شمولية تنطلق من تأكيد العلاقة الوطيدة بين هذه الظواهر وبين الأمن الانساني وسلامة الأطفال من جهة ومن اعتبارها تتجاوز الحدود والالتزامات الوطنية لتشمل الطفل الأورومتوسطي وبذلك يمكنكم وضع تصور عملي وموضوعي في التعامل معها ووضع اليات للمتابعة واقتراح برامج تعتمد في تنفيذها على دعم مسلسل التعاون وعلى ملاءمته مع طبيعة الموضوع الذي يعد أولوية بالنسبة لجميع دول المنطقة معززين عملكم بدعم المنظمات الأممية والاقليمية ذات الاختصاص.
حضرات السيدات والسادة
ان مبعث ثقتنا وتفاوءلنا بنتائج أعمالكم وايجابيتها التي ستكون في حجم العديد من الانتظارات لهو مستوى الحضور المكثف في هذا المنتدى الذي يحظى باسهام شخصيات مرموقة وموءهلة وفاعلة في الدفاع عن قيم الأمن والسلم وحقوق الانسان موقنين أنها ستواصل مستقبلا في اطار هذا المنتدى مسلسل الحوار البناء حول قضايا الطفولة التي نعتبرها الأشد حاجة الى تفعيل التضامن الدولي والأكثر صلة باستقرار الأمن الانساني.
واننا اذ نتمنى لأعمالكم كامل النجاح والتوفيق نوءكد لكم أننا سنكون في طليعة المدافعين عن نتائج أعمالكم وجعلها منطلقا لحوار أورومتوسطي متصل الحلقات قادر على الاسهام بفعالية في دعم الأمن الانساني واشاعة السلام وولوج الألفية الثالثة ونحن أكثر ثقة في مستقبل الانسانية.
أعانكم الله وأنجح مسعاكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".