نص الخطاب الذي وجهه جلالة الملك بمناسبة افتتاح الدورة الأولى لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات

أكادير يوم 18/05/2006

"الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
السيدات والسادة الأكاديميين ،
حضرات السيدات والسادة ،
إنه لمن دواعي اعتزازنا أن ننصب اليوم، أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، وأن نترأس دورتها الأولى، وانطلاقة مسيرتها الواعدة.
وفي هذه اللحظة التاريخية، نستحضر، بكل إكبار وإجلال، روح والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، الذي يعود له الفضل في إنشاء هذه المؤسسة، مجسدا من خلالها إرادته السامية، في ترسيخ مكانة بلادنا كأرض للحوار، وملتقى لرجالات العلم والمعرفة.
وإننا، بتنصيبنا لهذه الأكاديمية، لنؤكد التزامنا القوي، بالانخراط في امتلاك ناصية المعرفة، لما لها من أثر إيجابي في تقدم بلادنا.
وستسهم هذه الأكاديمية، من خلال تركيبتها المتميزة، في تمتين الروابط التي تجمع الباحثين المغاربة، داخل الوطن وخارجه، وكذا في توطيد العلاقات مع المجموعة العلمية العالمية، وذلك بفضل أعضائها المشاركين، الذين أبوا إلا أن يضعوا مؤهلاتهم العلمية، رهن إشارتها.
وإننا لعلى يقين بأن مؤسستنا الفتية، ستعرف كيف ترسم المسالك الملائمة للنهوض برسالتها، معبئة كل الطاقات والوسائل الأكثر نجاعة، من أجل تنمية بحث علمي متقدم. وذلك بنهج طريقة تدريجية، تعتمد برمجة واقعية، ومنظورا مستقبليا، يقوم على النهوض بالقطاعات ذات الأولوية، مع استحضار أن الهدف الأسمى يظل هو خدمة وطننا، والإسهام في تنمية العلوم بأبعادها الكونية.
لقد أطلقنا العديد من الإصلاحات التي تتوخى التوجه نحو المستقبل بثقة وأمل. كما حرصنا على أن ينخرط المغرب في مشاريع كبرى، ولاسيما بإقامة البنيات التحتية، لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا.
ونحن اليوم، إذ نخلد الذكرى الأولى لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، نود التأكيد على أهمية الدور الفاعل الذي سيقوم به علماؤنا بصفة عامة، وأعضاء الأكاديمية بصفة خاصة، في الإسهام في رفع ما تطرحه التنمية من تحديات، ولا سيما منها تلك المرتبطة بالتنمية البشرية.
وفي هذا الصدد، يتعين على البحث العلمي والتطور التكنولوجي، والتجديد والابتكار، أن يكون في خدمة هذا الورش الحيوي، الهادف إلى النهوض بأوضاع مواطنينا، وصون كرامتهم، والعمل الدؤوب على إدماجهم في مجتمع المعرفة.
حضرات السيدات والسادة الأكاديميين،
إن الأمل الذي يحدونا هو أن تتمكن أكاديميتنا من الإسهام في جعل المجتمع المغربي مجتمعا منتجا، منفتحا على علوم وتكنولوجيا العصر، ومتشبعا بقيم الحوار بين الثقافات، ووفيا للمبادئ والمثل السامية، التي ظل يؤمن بها، والقائمة على التضامن والتعايش، في ظل الكرامة واحترام الآخر.
وإننا إذ نتقدم بعبارات شكرنا الجزيل للأعضاء الأجانب، الذين أبوا إلا أن ينضموا إلينا لخوض هذه المعركة، ذات المرامي النبيلة، وكذا للأعضاء المغاربة الذين انخرطوا، بعزم وثبات، في نفس المسار، نود التأكيد لهم جميعا، على أنهم سيظلون محط رعايتنا السامية، ودعمنا الموصول.
والله تعالى نسأل أن يكلل بالنجاح مسعاكم، لتصبح أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، مؤسسة رائدة في تحقيق التعاون العلمي، وتوسيع مجال إشعاع العلوم والمعرفة.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".