نص الخطاب الذي وجهه جلالة الملك الى القمة الرابعة لتجمع دول الساحل والصحراء المنعقدة بالجماهيرية الليبية

سرت بليبيا يوم 07/03/2002

"الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه
   فخامة الاخ الاعز المبجل معمر القذافي قائد ثورة الفاتح العظيم  للجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى، رئيس القمة الرابعة لتجمع دول الساحل والصحراء
   أصحاب الفخامة
   إنه لمن دواعي سعادتنا وابتهاجنا ان يعقد مجلس  الرئاسة لتجمع دول الساحل والصحراء دورته الرابعة في الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى التي تربطها والمملكة المغربية علاقات أخوية متينة متجذرة في عمق التاريخ.
   ونود في البداية أن نعرب عن جزيل شكرنا لأخينا المبجل القائد معمر القذافي على ضيافته الكريمة لهذه القمة وعلى ما وفره لها من ظروف طيبة متوجهين إليه بعبارات الامتنان على الدعم المتواصل الذي ما فتىء يقدمه لهذا التجمع الواعد.
   كما لا يفوتنا ان نتقدم بتشكراتنا الخالصة لاخينا فخامة الرئيس  عمر حسن البشير على العمل الجاد والمثمر الذي بذله خلال فترة رئاسته للتجمع.
   اصحاب الفخامة،
   إن انعقاد القمة الرابعة لتجمع دول الساحل والصحراء يشكل حدثا متميزا لكونه يعبر بصدق عن الرغبة التي تحدونا جميعا للمضي قدما بتجمعنا نحو تحقيق غد أفضل يعود بالخير العميم على منطقتنا.
   وإن ايماننا والتزامنا بالاهداف التي رسمها هذا التجمع تدعونا الى توفير الاجواء الملائمة والبحث عن الطرق العملية الكفيلة بتحقيق الانطلاقة المتوخاة لهذا الفضاء على اسس  واقعية وصلبة تضمن له البقاء والاستمرار.
  وإنه لمن دواعي الاعتزاز أن يكون تجمع دول الساحل والصحراء بالرغم من حداثة تكوينه قد صار اكبر تجمع اقليمي في القارة الافريقية اعتبارا لما يضمه من موءهلات كبيرة ويتوفر عليه من طاقات واعدة قادرة على ان تجعل منه نواة صلبة للتكامل بين الدول الافريقية.
   لقد تمكن تجمع دول الساحل والصحراء خلال السنوات الأربع من عمره من تعزيز موءسساته مبرهنا على قدرته في تخطي الحواجز وعلى إشاعة روح التعاون والتأزر بين أعضائه.
   ونغتنم هذه المناسبة لنشيد بالجهود الخيرة والكبيرة التي قام بها اخونا المبجل فخامة العقيد معمر القذافي لمساعدة أحد أعضاء تجمعنا على تجاوز الظروف العصيبة التي عرفها.
   ومن هذا المنطلق نوءكد تشبثنا الدائم بالاعتماد على الحوار باعتباره السبيل القويم والكفيل بوضع حد للخلافات واعطاء فرصة للمتنازعين لايجاد ارضية للتفاهم بمنأى عن العنف الذي لايزيد المشاكل الا تعقيدا. وقد كان المغرب ولايزال يسلك هذا النهج من اجل احلال الامن والاستقرار بالمنطقة دون ان يكون ذلك على حساب الثوابت الوطنية والشرعية الدولية وفي مقدمتها عدم المساس  بالوحدة الترابية لاي بلد.
   أصحاب الفخامة
   لقد أصبح تكثيف التشاور والتعاون فيما بيننا ضرورة ملحة اذا ما اردنا المحافظة على مكتسباتنا والدفاع عن مصالحنا المشتركة في علاقاتنا مع التكتلات الاقليمية والدولية في ظل العولمة الجارفة وفي الظرف الذي يعيشه العالم بعد الاحداث المأساوية للحادي عشر من شتنبر الماضي وما كان لها من تداعيات.
   وان القواسم المشتركة التي تجمع بين دول اعضاء تجمع الساحل والصحراء على اختلاف توجهاتها لهي أكبر حافز للسعي قدما نحو تحقيق الهدف الذي نصبو إليه جميعا والرامي إلى الرفع من المستوى المعيشي لشعوب منطقتنا. وان ارادتنا واصرارنا المشتركين لكفيلان ببلوغ ما نرمي اليه وذلك بالعمل على تقوية بنياتنا الاقتصادية والاجتماعية والتربوية وايلاء الاهمية القصوى لتكوين الانسان الذي هو العنصر الاساسي في التنمية بكل ابعادها.
   وايمانا منا بأهمية التكتلات الاقتصادية في مواجهة رهانات التنمية فإنه حري بنا ان نفكر جميعا في اساليب ومناهج تهدف الى توفير ظروف ملائمة من شأنها ان تعطي انطلاقة حقيقية لخلق شراكة نموذجية متعددة الابعاد بين الدول الاعضاء في التجمع الهدف الاساسي منها خلق فضاء اقتصادي وتجاري بينها.
   اصحاب الفخامة
   ان الامل يحدونا في ان تتوج اعمال اجتماعكم بقرارات وتوصيات فعالة كفيلة بإعطاء الدفعة القوية المرجوة الجديرة بطموح بلداننا وبإيماننا العميق بقدرات تجمعنا على رفع التحديات.
   ونأبى في الختام الا أن نجدد لاخينا الموقر قائد ثورة الفاتح العظيم عبارات التقدير والعرفان لما يسديه من خدمات جليلة لهذا التجمع للدفع به قدما الى الامام ولحرصه الشخصي على انجاح اعمال هذه القمة. والله ولي التوفيق.
    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".