نص الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة خلال مأذبة الغداء التي أقامتها السيدة أولبرايت على شرف جلالته

واشنطن يوم 20/06/2000

''الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه
السيدة الوزيرة
أصحاب السعادة
حضرات السيدات والسادة
أود بادئ ذي بدأ أن أتوجه إليكم بالشكر باسم المملكة المغربية والوفد المرافق لي على إتاحة هذه الفرصة لي لمخاطبة هذا الحضور الكريم الذي يضم شركاء ومدعوين وأصدقاء. وانني لواثق من أن أسس شراكتنا الاستراتيجية ستتقوى بفضل قيادتكم النشيطة للدبلوماسية الأمريكية بما يعزز تعاوننا الاقتصادي ويعمق تشارونا السياسي حول القضايا التي تشغل بالنا.
وأسجل هنا بارتياح كون علاقاتنا الثنائية تشهد منذ بضع سنوات نموا مضطردا في مختلف المجالات كالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتجارة والاستثمارات والتعاون في ميدان الدفاع وكذا بالنسبة للتشاور المتعدد الأطراف لفائدة السلام والأمن العالميين.
لكن هذه العلاقات الممتازة على الصعيد السياسي لم تستفد بعد من كل امكانياتها في المجال الاقتصادي خاصة في ما يتعلق بالتجارة والاستثمارات. وانني أدعوا الفاعلين المغاربة والأمريكيين الى التحلي بالمزيد من الجرأة لاستكشاف الامكانات واستغلال الفرص التي توفرها المملكة المغربية في هذه الميدان.
لقد عملت الحكومة المغربية في عهد والدي المنعم جلالة المغفور له الحسن الثاني رحمه الله وكذا منذ اعتلائي العرش بدون هوادة على تحسين المناخ الاقتصادي عبر القيام باصلاحات هيكلية مكنت من تحرير نظام التجارة واصلاح قانون الاستثمارات وإعادة تنظيم النظام المالي وخصخة عدد من المقاولات العمومية مع التحكم في المعطيات والمؤشرات الأساسية للاقتصاد الوطني.
وقد شرعنا الان في مراجعة القوانين الاجتماعية وتبسيط المساطر الادارية والقضائية حتى نجعل من المغرب وجهة مفضلة للاستثمارات وإطارا محفزا على تنمية أنشطة الشركات المختلطة المحدثة لفرص الشغل والمدرة لأرباح مضمونة ومحمية بفضل قوانين دولة نموذجية للحق والقانون.
وفي هذا السياق بالذات نضع مبادرة "ايزنستات" من حيث هي تصور لشراكة ديناميكية ومتعددة الأطراف ومندمجة تنبني على مبدأ التعزيز المشترك لاقتصاديات المغرب العربي حتى تصبح هذه المنطقة وجهة مفضلة للاستثمارات ةنقل التكنولوجيا.
السيدة الوزيرة
أود بصفتي ضامنا للوحدة الترابية للبلاد ورمزا لسيادة الأمة أن أؤكد على أن المغرب حرص دائما على توفير الظروف الكفيلة بتجاوز العوائق المنصوبة أمام التطبيق النزيه لمخطط التسويى الأممي في أقاليمه الجنوبية وكذا التنفيد التام والعادل لاتفاقيات هيوستن دون تمييز بين جميع ذوي الحقوق وبالاحترام الكامل للشرعية الدولية.
وفي هذا الصدد تساند الحكومة المغربية مجهودات الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ومبعوثه الخاص السيد جيمس بيكر الرامية الى استكشاف الطرق والوسائل التي من شأنها التوصل إلى حل عادل ودائم لهذه القضية التي ترهن بغير موجب حق انطلاقة اتحاد المغرب العربي.
أما في ما يخص قضايا الشرق الأوسط ورغم أنني أفضت في الحديث عنها خلال زيارتي هذه فانني حريص على التأكيد على الأهمية التي يكتسيها التزام كل الأطراف المهتمة والمعنية بما تم الاتفاق عليه في أوسلو ومدريد وواشنطن وواي ريفر وشرم الشيخ بشكل كامل ونزين بالنسبة لتقدم مسلسل السلام في الشرق الأوسط على كافة المسارات في أفق بلوغ هدف نهائي هو الاعلان عن دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة عاصمتها القدس الشريف وفق مبدأ "الأرض مقابل السلام".
وفي نفس السياق الشرق أوسطي أستحضر بتأثر عميق روح الرئيس الراحل حافظ الأسد رحمه الله. وأن المغرب لواثق من كفاءة وتبصر الدكتور بشار الأسد المرشح المحتمل لتولي الرئاسة في سورية وقدرته على العمل من أجل إرساء سلام عادل ودائم بالمنطقة.
ولن يفوتني في الختام تهنئة السيدة أولبرايت على جهودها الشخصية وعلى جهود الحكومة الأمريكية تحت قيادة الرئيس كلينتون من أجل فك عقدة النزاع في الشرق الأوسط وزرع الثقة في نفوس أبناء إبراهيم. ولي اليقين في أن السلام بهذه المنطقة المكلومة سيكون فاتحة عهد جديد ومشرق للانسانية جمعاء''.