نص الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة خلال مأدبة العشاء الرسمية التي أقامها جلالته على شرف رئيس الجمهورية الدومينيكية

الرباط يوم 22/05/2002

 "الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
   فخامة الرئيس،
   السيدة الأولى المحترمة،
   أصحاب المعالي والسعادة،
   حضرات السيدات والسادة،
   يسرنا غاية السرور أن نجدد لفخامتكم ولعقيلتكم الجليلة والوفد المرافق لكم الإعراب عن ترحيبنا وسعادتنا بزيارتكم التي، هي الأولى من نوعها يقوم بها رئيس للجمهورية الدومينيكية للمغرب; متيحة فرصة قيمة لإجراء تشاور مثمر بيننا، مرسخ لصداقة وتعاون وثيقين، لما فيه خير بلدينا.
   وما الاتفاقيات الموقعة، بمناسبة زيارتكم الميمونة، إلا فاتحة عهد جديد، موءسس للإطار القانوني اللازم، لتنمية تعاوننا وتنسيق مواقفنا وتأهيل اقتصادياتنا، في أفق بنائنا لشراكة بين دول الجنوب، وخاصة الأمريكية اللاتينية منها، وذلك لرفع تحديات العولمة.
   وبحكم الموقع الجيو استراتيجي للمغرب، وكعضو فعال في الفضاء العربي الإفريقي، وشريك متميز للاتحاد الأوروبي; واعتبارا للعضوية الفاعلة لبلدكم في منظمة الدول الأمريكية، وفي جمعية دول الكارايب، التي ينتمي إليهما المغرب كعضو ملاحظ; فإننا نتطلع إلى استثمار هذه الموءهلات، لخلق تعاون محكم، يقوم فيه بلدانا، كل من موقعه، بمد الجسور نحو العالم العربي والقارة الإفريقية ومنطقة الكارايب.
   فخامة الرئيس،
   إن استكمال وحدة بلادنا الترابية، الذي يحظى بالإجماع الوطني، يأتي في مقدمة أولويات المغرب.
   ومن أجل إيجاد حل نهائي للنزاع المفتعل حول استرجاعه المشروع لصحرائه، فإن المغرب، في توجهاته الديمقراطية والمغاربية، لم يدخر أي جهد لتسوية هذا النزاع; مساندا كل المساعي الحميدة التي تقوم بها منظمة الأمم المتحدة، من خلال اقتراح الاتفاق»الإطار الأممي، الذي يستهدف تخويل أقاليمنا الجنوبية اختصاصات، في نطاق احترام سيادة المملكة ووحدتها الوطنية والترابية.
   ونود في هذا الشأن أن ننوه بموقف حكومة الجمهورية الدومينيكية من هذه القضية، المنسجم مع مرجعية الشرعية الدولية.
   فخامة الرئيس،
   إن أحداث العنف والإرهاب، المدانة من طرفنا بكل قوة، قد أكدت مدى جسامة المسوءوليات الملقاة على عاتق المجتمع الدولي، لانتهاج مقاربة متناسقة، لإنهاء كل أشكال الحرمان والتطرف والتوتر في العالم، آخذة بعين الاعتبار شمولية هذه المعضلات، بأبعادها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والأمنية.
   ومن هنا تحظى أزمة الشرق الأوسط، بكل اهتمامنا، عاملين على إنهاء دوامة العنف والعنف المضاد، عبر إعادة تحريك مسلسل السلام، بما يكفل استعادة الحقوق العربية المشروعة، وتعايش الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، على أساس الشرعية الدولية ومخطط السلام العربي، ومن خلال مشروع الموءتمر الدولي، الذي لن ندخر جهدا من أجل إنجاحه.
   وفي الختام، أدعوكم، حضرات السيدات والسادة، أن تقفوا تحية وتقديرا، لفخامة رئيس الجمهورية الدومينيكية، ولعقيلته الجليلة متمنين لفخامته موصول التوفيق، في قيادة شعبه نحو المزيد من التقدم والرخاء.
    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".