نص الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في الجلسة الختامية لأعمال للدورة الثامنة عشرة للجنة القدس

أكادير يوم 28/08/2000

"الحمد لله و الصلاة و السلام على مولانا رسول الله و آله وصحبه
فخامة الرئيس
صاحب السمو الملكي
أصحاب المعالي
السيد الأمين العم
حضرات السادة
لا يسعنا ونحن نختتم أعمالنا إلا أن نشكركم على الجهود التي بذلتموها والتي كللت ببيان ختامي يعبر عن تصورات هذه اللجنة إزاء قضية القدس الشريف.
إن الروح التي سادت أعمالنا تعطي الدليل مرة أخرى على أن التضامن بين المسلمين من شأنه أن يؤدي إلى نتائج واقعية تنسجم مع مبادئ ديننا الحنيف القائمة على السلام و الفضيلة.
وهذه النتائج تعتبر اجتهادا منا قد لا يستوفي الكمال فالكمال لله وحده سبحانه وتعالى. ذلك أن التاريخ الإسلامي علمنا دروسا وعبرا كثيرة فبلوغ الأهداف السامية النبيلة كان على مراحل ولم يكن دفعة واحدة وذلك بفضل الإصرار و التلاحم و التضامن.
إن المناخ الإيجابي الذي ساد أعمال اللجنة يجعلنا نتطلع بأمل كبير و إرادة قوية بأن الحق سيعود إلى أهله طالما أننا مؤمنون بعدالة قضية القدس الشريف ومتمسكون بضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية و إقناع الاسرة الدولية بأن السلام لن يستتب إلا بحصول الفلسطينيين على حقوقهم الوطنية المشروعة وهم اليوم في أمس الحاجة إلى دعمنا و مساندتنا أكثر من أي وقت مضى.
ونأمل أن تستأنف المفاوضات حول الوضع النهائي في وقت قريب لينتعش مسلسل السلام من جديد و في أفق الوصول إلى اتفاق نهائي و شامل و عادل.
وإننا نعدكم أننا سنعمل بعون الله وبفضل دعمكم المستمر والمتواصل على بلورة التوصيات عن اجتماعنا وندافع بصدق وأمانة عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
نشكركم على المشاعر الأخوية التي عبرتم عنها في حق بلدي راجين من الله أن يعيننا جميعا على أداء رسالتنا المقدسة في الدفاع عن الإسلام و المسلمين ويهدينا إلى طريق الفلاح و الرشاد.
أعلن رفع الجلسة وشكرا جزيلا على مشاركتكم.
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته"