جلالة الملك يوجه رسالة الى المشاركين في الموءتمر الوزاري الاستثنائي للبلدان الأقل نموا

الرباط يوم 24/06/2003

الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله واله وصحبه
حضرات السيدات والسادة الوزراء
أصحاب المعالي والسعادة
حضرات السيدات والسادة
ان المملكة المغربية لسعيدة باستقبالكم في رحابها بمناسبة انعقاد هذا الموءتمر الاستثنائي بوصفها الرئيسة الحالية لمجموعة 77 والذي ستساهم أشغاله بكل تأكيد في اغناء برامج التعاون الدولي من خلال ما سيقدم من اقتراحات وجيهة وعملية وقابلة للتطبيق.
وانه لمن حق الدول الأقل تقدما بعدما تخلصت من الانشطارات الايديولوجية والمواجهات بين الشرق والغرب، أن تستبشر خيرا ببزوغ نظام عالمي جديد يتميز بالترابط والتبعية المتبادلة ويتسم بكونية قيم اللبيرالية السياسية والاقتصادية.
بيد أن هذا التوجه مازال هشا غير قار نظرا لكون العالم مافتىء يعاني من رواسب الانفصام الاقتصادي والتكنولوجي الذي يفرق بين الشمال والجنوب، بالرغم من كل الجهود التي بذلت وطنيا ودوليا لاحتوائه.
فالكل يجمع على أن الفوارق الحاصلة في الايرادات بين الدول وداخلها لم تزد الا استفحالا منذ سنوات التسعين والى يومنا هذا. واذا كانت فترة الثمانين تعرف بالعشرية الضائعة بسبب أزمة الديون الخارجية، فانه يجوز وصف التسعين بعشرية التنمية غير المتساوية نظر للفوارق المذكورة اعلاه.
ويبدو جليا أن البلدان الأقل نموا في مجموعتنا هي أكثر الدول معاناة من التهميش نظرا لدخلها المتدني وضعف رصيدها البشري وهشاشتها البنيوية.
لذا يتعين على المجموعة الدولية أن ترفع التحدي بإيلاء الاولوية القصوى لبرامج التعاون مع هذه البلدان لدعم جهودها التنموية.
فاجتماعنا اليوم الذي يندرج في هذا السياق يرمي الى المساهمة في التفكير حول السبل التي يتعين نهجها والوسائل التي يجب تسخيرها لامداد أضعف الدول الاعضاء في مجموعتنا بالمساعدة الملموسة التي هي في أمس الحاجة إليها.
وتضامنا مع أعضاء مجموعتنا يأمل المغرب أن يتسنى له بالاعتماد على مداولات هذا الموءتمر وضع خارطة طريق تمكنه من الدفاع عن مصالح الجميع وتسمح له بنقل انشغالاتنا المشتركة الى المنابر والمحافل الدولية المعنية لاسيما المنظمة العالمية للتجارة ومنظمة الأمم المتحدة وحتى داخل مجموعة 77 والصين.
ان من بين الأهداف التي ستتولى رئاسة المجموعة الدفاع عنها بكل الحاح لدى شركائنا في الدول المتقدمة ولوج الأسواق لمنتوجات الدول الأقل نموا والرفع من المساعدة العمومية للتنمية وتخفيض الدين الخارجي أو إلغاوءه بالمرة.
وأثناء قيامنا بهذه المساعي سنركز اهتمامنا على الشراكة الجديدة من أجل تنمية افريقيا /نيباد/ بهدف الاسهام في إنقاذ قارتنا التي يبدو وكأنها تزداد توغلا في دوامة عدم الاستقرار والفقر والتخلف.
أما بالنسبة للبرنامج المعتمد في إطار التعاون جنوب- جنوب فان المغرب يعتزم توجيه نداء للأعضاء الاخرين من مجموعة 77 لحثهم على تجسيد تضامنهم مع الدول الأقل نموا باتخاذ اجراءات محددة الأهداف في مجالات التجارة والتعاون.
وسوف ندعوهم الى اغتنام فرصة التئام الموءتمر رفيع المستوى حول التعاون جنوب- جنوب المزمع عقده بمدينة مراكش في دجنبر 2003 للاعلان عن قرارات مشابهة لتلك التي اتخذتها بلادي بخصوص ولوج أسواقها والغاء ديون الدول الأقل نموا في افريقيا.
ولنا اليقين أن العمل التضامني داخل مجموعة 77 المعزز بالحوار الصادق والبناء مع شركائنا في الدول المتقدمة لكفيل بالمساعدة على ابراز عالم أفضل يصبح فيه الفقر وانعدام الأمن والحرب من الافات التي ولى عهدها بدون رجعة.
أشكر لكم حسن إنصاتكم وأتمنى لأشغالكم كامل التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
وحرر بالقصر الملكي بالرباط في يوم الاثنين 22 من ربيع الثاني 1424 موافق 23 يونيو 2003 ".