جلالة الملك يوجه أمرا يوميا الى أفراد القوات المسلحة الملكية بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لتأسيسها

الرباط يوم 14/05/2002

" الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه
    معشر الضباط وضباط الصف والجنود
       نحتفل اليوم بالذكرى السادسة والأربعين لتأسيس القوات المسلحة الملكية، هذا العيد الذي يحمل في مضامينه ذكريات غالية تجعلنا نستحضر بكل فخر واعتزاز محطاته التاريخية، ونذكر بكل خشوع هذا الحدث الهام الذي كان بمثابة أول رمز للسيادة الوطنية بعد الاستقلال على يد جدنا جلالة الملك المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه كما نقف بنفس التقدير والاجلال على المنجزات العظام التي حققتها هذه الموءسسة على عهد والدنا المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني أكرم الله مثواه.
      ووفاءا منا لروحيهما وبناءا على توصياتهما سرنا على هذه السنة الحميدة ليبقى هذا الاحتفال عيدا يستمد أبعاده الثقافية من تقاليد موروثة ودلالته التاريخية من أبعاد وطنية عميقة ومناسبة نشيد فيها باخلاصكم وتضحياتكم ووفائكم للقيم العليا التي تتحلون بها.
   معشر الضباط وضباط الصف والجنود
      لكم يغمرنا الحبور ونحن نتوجه اليكم في هذه المناسبة الجليلة منوهين بكم، قواتنا المسلحة الملكية، لما برهنتم عليه ماضيا وحاضرا من استماتة ونكران الذات وتفاني في القيام بواجبكم الوطني أحسن قيام، حاضرين في جميع الميادين عمرانية كانت، عسكرية أم اجتماعية جاعلين من الوحدة الترابية أسمى مقدساتكم مستنيرين بتوجيهاتنا السامية الرامية على الدوام الى الدفاع عن القانون والشرعية الدولية مساهمين في اقرار السلم كما هو الشأن اليوم بالنسبة لتجريداتنا في البوسنة والكوسوفو وجمهورية الكونغو الديمقراطية محافظين بذلك على قيمكم النبيلة التي تستمد ركائزها من خصوصية ميزت الحس المغربي التي جعلت بلادنا على الدوام أرض التساكن والتعايش.
   معشر الضباط وضباط الصف والجنود
      وعناية منا بقواتنا المسلحة الملكية الباسلة، وتماشيا مع روح العصر والتطورات العلمية والتكنولوجية، ورغبة من جلالتنا في تحصيلكم على اساليب الرقي والتطور، سهرنا على مدكم بالوسائل الضرورية من اليات وموءسسات للتكوين. وسنبقى انشاء الله مستمرين على هذا النهج حتى نحقق ما نصبو اليه من خير وتقدم وازدهار.
      وتقديرا من جلالتنا لتضحيات الشهداء والمتضررين، ورعاية منا بعائلاتهم واهتماما منا بالاحوال الاجتماعية للمحالين منكم على المعاش، أمرنا بتفعيل موءسسة الحسن الثاني لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين وايتام الشهداء، وغايتنا من ذلك هو الابقاء على الروابط المتينة التي تشد الشرائح الاجتماعية بعضها ببعض في تكافل تام كالبنيان المرصوص.
   معشر الضباط وضباط الصف والجنود
   الله نسأل أن يجعل هذه المناسبة مباركة سعيدة عليكم وعلى الشعب المغربي كافة، ويشمل برحمته الواسعة القائدين الراحلين، جددنا المغفور له محمد الخامس موءسس القوات المسلحة الملكية، ووالدنا المنعم صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني باني المغرب الحديث، وان يسكنهما فسيح جناته.
      وبنفس الشعور نتضرع الى الباري جلت قدرته أن يغدق على شهدائنا الابرار شآبيب رحمته ورضوانه وان ينعمهم بما وعدهم به من حسن المقام، سائلين الله ان يسدد خطاكم ويشد عزمكم ويبقيكم على الدوام متحلين بافضل الخصال للدفاع عن قيمنا المثلى مخلصين لاشعاركم الخالد.. الله-الوطن-الملك.  
         والسلام عليكم ورحمة الله ".