جلالة الملك يلقي كلمة سامية بمناسبة افتتاح الأسبوع الوطني للتضامن

الدار البيضاء يوم 01/11/2000

"الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مولانا رسول الله واله وصحبه
حضرات السيدات والسادة..
إنه لمن دواعي اعتزازنا أن نفتتح للمرة الثالثة الأسبوع الوطني للتضامن وإن يقيننا في استجابة شعبنا العزيز التلقائية لندائنا بفضل ما يتميز به من صفات التضامن و التلاحم بين الأفراد و الجماعات ولتشبعه بفضائل ديننا الحنيف و خصال ثقافتنا الأصيلة المبنية على التئازر و التكافل و حرصنا على تحقيق الامال العريضة التي نعلقها على هذه العملية قد جعلنا نمعن التفكير في التخطيط لها حتى لايشوبها أي فهم سيء أو ممارسة تخرج عن أهدافها النبيلة.
ومن ثمة جاء تفعيلنا للتضامن "في إطار مؤسسة محمد الخامس" مستجيبا في ان واحد لبلورة هذه التقاليد الأصيلة والامال العريضة ولإرادتنا الراسخة في إشاعة ثقافة جديدة للتضامن قوامها سياسة اجتماعية و تنموية تطوعية تنبني على الشفافية في التسيير و العقلانية المنهجية و المصداقية في إعداد المشاريع وإنجازها و التتبع الحثيث لاستمرارية و فعالية مردوديتها.
وعندما أنشأنا هذه المؤسسة فإننا قد توخينا من ذلك إحداث هيأة نسعى من خلالها إلى تفعيل العمل الإجتماعي وتجسيد تصورنا له على أرض الواقع لا إحداث جهاز بديل عما هو مناط بمختلف أجهزة الدولة والمؤسسات العمومية المكلفة بالحماية والتغطية الإجتماعية من مهام أومنافسة الفاعلين الإجتماعيين الاخرين.
فإشرافنا المباشر على مؤسسة محمد الخامس للتضامن لا يميزها عن غيرها من الفاعلين المنتمين للمجتمع المدني. بل إنها تعتز بمشاركتهم المساهمة في الفضاء الرحب للعمل الإجتماعي و التعاون مع عدد من الجمعيات من أجل النهوض به لصالح الفئات الضعيفة و إعطائه ديناميكية أكبر.
إن ما حالف أسبوعي التضامن للسنتين الماضيتين من نجاح كبير بفضل التعبئة الشاملة والإنخراط العريض و الصادق للمواطنين لتحقيق أهدافهما النبيلة قد كان حافزنا إلى التخطيط لاستراتيجية طويلة المدى تهدف إلى مساهمة مؤسسة محمد الخامس للتضامن في محاربة بؤر الفقر و التهميش وسن برامج للتنمية المستديمة وتعزيز أنشطة الفاعلين الإجتماعيين ومساندتهم ماديا ومؤسسيا وتوسيع نشاط المؤسسة ليشمل مجالات جديدة للتنمية الإجتماعية.
وهكذا فضلا عن الاعتناء بدور الأطفال اليتامى منهم والمعوزين ودعم عدد كبير من المؤسسات الاجتماعية فقد أنجزت مؤسسة محمد الخامس للتضامن برامج مختلفة لصالح الفتيات والنساء والقرويات مساهمة بذلك في تقوية البنية الاجتماعية الأساسية و تمكينها من مؤهلات توفر لها موارد قارة.
حضرات السيدات و السادة..
علاوة على البرامج التي هي في طور الإنجاز فقد شرعت مؤسسة محمد الخامس في بلورة مشاريع هامة لصالح الأشخاص المعاقين مستهدفة بذلك تأهيل و إدماج عدد مهم منهم. كما تم التخطيط لبرنامج عريض لفائدة فئة من الطلبة الجامعيين المحتاجين.وإننا لنأمل أن تحذو حذو هذا البرنامج الطموح فعاليات أخرى لنتمكن جميعا من توفير إقامة لائقة و كريمة لهذه الفئة من الشباب العزيزة علينا تسمح لهم بمتابعة دراستهم في ظروف أكثر ملائمة.
ونود في هذا الصدد أن ننوه بالمساهمة المخلصة والفاعلة لشركاء المؤسسة على مختلف أنواعهم من إدارات و مؤسسات عمومية و جمعيات و خواص تلكم المساهمة التي مكنت مؤسسة محمد الخامس للتضامن من النهوض بمهامها و برامجها و مشاريعها الدائمة منها أو الظرفية.
وإننا لفخورون بأن إنجاز برامج ومشاريع المؤسسة قد تحقق بفضل المساهمة المادية السخية لالاف المولطنين داخل المغرب و خارجه مما جعلها في غنى عن أي اعتماد على الموارد المادية للدولة سائلين الله العلي القدير أن يثيب ويحسن أجر كل من ساهم بقليل أو كثير في الدعم المادي أو المعنوي للأهداف النبيلة للمؤسسة.كما لايفوتنا أنم ننوه بجميع أعضاء مجلسها الإداري الذين بذلوا جهودا دؤوبة و مخلصة لإنجاز المشاريع ومتابعتها رغم ما لهم من انشغالات عديدة مشيدين بجميع المبدعين الفنانين منهم و الرياضيين والفاعلين الجمعويين سؤ منهم المقيمون على أرض الوطن أو خارجه الذين ساهموا في التعريف بأهداف هذه العملية التضامنية خاصة والعمل الإجتماعي للمؤسسة عامة.
فهذه المساهمة العديدة و الكثيفة لاتزيدنا إلا عزما على مضاعفة الجهد في مسار النضامن و الدفع قدما بقاطرته لتصل و تشمل أوسع ما يمكن من رعايانا الأعزاء الذين يعانون الخصاصة و الإقصاء و ما ذلكم على همتنا جميعا بعزيز.
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته".