التقرير الذي قدمه جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس الى القمة الاسلامية التاسعة

الدوحة يوم 13/11/2000

"الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
أصحاب المعالي
أولا - أحداث فلسطين الأليمة..
على إثر الأحداث الأليمة والمؤسفة التي شهدتها مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني جراء الأعمال الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق المدنيين العزل من أبناء شعب فلسطين استنكرت لجنة القدس في بيان لها محاولات المساس بالمشاعر والمقدسات الإسلامية واللجؤ إلى استخدام وسائل التقتيل داعية الأسرة الدولية إلى تحمل كامل المسؤولية في حماية الشعب الفلسطيني.
وقد حذرت رئاسة لجنة القدس من مخاطر توقف عملية السلام في الشرق الأوسط وما قد ينجم عنه من دخول المنطقة في دوامة العنف والمجهول مجددة نداءها إلى كل المعنيين بالسلام للعمل المشترك من أجل بناء واقع جديد يتسم بالتعايش والاستقرار.
ثانيا- الدورة السابعة عشرة للجنة القدس ..
واصلت لجنة القدس عملها الدؤوب للمحافظة على مدينة القدس وطابعها التاريخي والحضاري والديني. فقامت برئاسة المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني في دورتها السابعة عشرة التي عقدت في مدينة الدار البيضاء يومي التاسع والعشرين والثلاثين يوليوز 1998 باتخاذ التوصيات التي تؤكد التمسك بالحق الإسلامي في المدينة المقدسة والعمل بكل الوسائل من أجل تأمين زوال الاحتلال عنها والمحافظة على مقدساتها وتعزيز صمود أبنائها أمام ممارسات إسرائيل من أجل تهويد المدينة المقدسة وتفريغها من أهلها الفلسطينيين.
واتخذت هذه الدورة قرارات بشأن بدء وكالة بيت مال القدس الشريف أعمالها حيث عين جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه السيد وجيه حسن قاسم مديرا عاما لبيت مال القدس الشريف في مقره بمدينة الدار البيضاء.
كما تم تعيين أعضاء لجنة الوصاية من فلسطين والمملكة المغربية دائمي العضوية والمملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية باكستان الإسلامية وجمهورية السنيغال لمدة ثلاث سنوات .
ثالثا- الدورة الثامنة عشرة للجنة القدس ..
تكريسا لنهج الحوار والتشاور المستمر بين الدول الأعضاء في لجنة القدس عقدت اللجنة دورتها الثامنة عشرة في مدينة أكادير بالمملكة المغربية في الثامن والعشرين جمادى الأولى 1421 هجرية الموافق ليوم الثامن والعشرين أغسطس 2000 قصد تدارس تطورات قضية القدس الشريف بعد تعثر مفاوضات كامب ديفيد.
وتميزت هذه الدورة بحضور فخامة الرئيس ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين ومشاركة وفد يمثل علماء الدين المسلمين بالقدس ورجال الدين المسيحيين من جميع الكنائس بها.
وقد أصدرت لجنة القدس التوصيات التالية..
- أكدت لجنة القدس أن إحلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط كان وسيظل أحد الأهداف الرئيسية الثابتة للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي على أساس قرارات الشرعية الدولية وخاصة قراري مجلس الأمن 242 و 338 ومبدأ الأرض مقابل السلام.
ودعت اللجنة إلى ضرورة متابعة المفاوضات من أجل استمرار العملية السلمية على هذا الأساس.
- عبرت عن دعمها للجهود المبذولة من أجل إحلال السلام العادل والشامل وعودة الجولان السوري المحتل كاملا إلى خط الرابع من يونيو وحيت انتصار لبنان بتحرير جنوبه.
- أكدت دعم موقف دولة فلسطين الذي يستند الى التمسك بالسيادة على القدس الشريف بما فيها الحرم الشريف وجميع الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية التي تشكل جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو 1967. وأكدت أن القدس الشريف عاصمة لدولة فلسطين المستقلة معبرة عن رفضها لأية محاولة لانتقاص السيادة الفلسطينية على القدس الشريف.
- أكدت لجنة القدس ضرورة العمل على إنهاء جميع الإجراءات والممارسات الإسرائيلية المخالفة لقرارات الشرعية الدولية والمنافية للاتفاقيات الموقعة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وطلبت من مجلس الأمن منع هذه الإجراءات طبقا لقرار مجلس الأمن رقم 564 وإحياء اللجنة الدولية للإشراف والرقابة لمنع الاستيطان في القدس والأراضي العربية المحتلة طبقا لقرار مجلس الأمن رقم 644.
- طالبت جميع الدول الالتزام بالقرار رقم 478 /1980 الذي يدعو إلى عدم نقل البعثات الدبلوماسية إلى القدس. وعبرت عن رفضها للتوصية الصادرة عن مجلس النواب الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إليها مناشدة الإدارة الأمريكية عدم تنفيذ هذه التوصية المخالفة لقرارات الشرعية الدولية.
- دعت لجنة القدس دول العالم إلى الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف فور إعلانها فوق الأرض الفلسطينية وتقديم كل أشكال الدعم للدولة الفلسطينية المستقلة ومساندتها دوليا للحصول على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة. وأكدت ضرورة تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم باعتباره ركنا أساسيا من أركان الحل العادل والشامل.
وسعيا وراء تنفيذ هذه التوصيات حرصت رئاسة لجنة القدس على أن تكون القدس في مقدمة الاهتمامات والقضايا التي يتم التباحث بشأنها في إطار اتصالاتها مع عدد من قادة دول العالم وحاضرة الفاتيكان وذلك من منطلق ضرورة منع تكرار انتهاك حرمة الأماكن المقدسة واحترام قرارات الشرعية الدولية حول القدس.
وستعمل رئاسة لجنة القدس بعون الله بروح من التضامن والتآزر الإسلامي على مواصلة هذه المساعي والاتصالات بالتعاون مع الأشقاء ملوك ورؤساء العالم الإسلامي دفاعا عن هذه الأرض المقدسة التي تحتل مكانة روحية رفيعة في قلوب المسلمين والتي جعل الله سبحانه وتعالى مسجدها الأقصى قبلتهم الأولى وحرمهم الثالث.
ثالثا- وكالة بيت مال القدس الشريف..
دعت رئاسة لجنة القدس إلى عقد الاجتماع الأول للمجلس الإداري لوكالة بيت مال القدس الشريف الذي انعقد بحضور فخامة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بمدينة مراكش في ثامن ذو القعدة 1420 هجرية الموافق ليوم الرابع عشر فبراير 2000 أسفر عن تقديم دعم مالي للشروع في تنفيذ المشاريع ذات الأولية في القدس الشريف واتخاذ مبادرات وتظاهرات ثقافية وإعلامية يعود ريعها لصالح بيت مال القدس الشريف.
وقد تم تكليف المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف بتحديد هذه المشاريع والتي تهم مجالات الإسكان والصحة والتعليم والترميم.
كما تم اعتماد موازنات وكالة بيت المال برسم سنوات 1998 و 1999 و 2000 واعتماد الأنظمة الخاصة بالوكالة
وهي..
- القانون الداخلي للمجلس الإداري.
- النظام الأساسي لموظفي الوكالة.
- النظام المالي والمحاسبي للوكالة.
وناشد المجلس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي تقديم المساعدات والهبات التطوعية لوكالة بيت مال القدس الشريف وحث صناديق التنمية الوطنية والغرف التجارية والصناعية في العالم الإسلامي والمؤسسات الخيرية على تقديم المساعدات المالية للوكالة.
وجدير ذكره أن وكالة بيت مال القدس الشريف كانت قد أسست بمبادرة من جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه في سنة 1997 بهدف المساهمة في إنقاذ مدينة القدس الشريف وتقديم العون للفلسطينيين والحفاظ على المسجد الأقصى المبارك والأماكن المقدسة الأخرى والميراث الحضاري والديني والثقافي والعمراني بها.
رابعا- لجنة وصاية بيت مال القدس الشريف..
صادقت لجنة القدس في دورتها السابعة عشرة تحت رئاسة جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني التي انعقدت بالدار البيضاء في رابع وخامس ربيع الآخر 1419 هجرية الموافق ليومي التاسع والعشرين والثلاثين يوليوز 1998 على تشكيل لجنة الوصاية التي تختص بإعداد برنامج العمل وميزانية وكالة بيت مال القدس الشريف.
وعقدت لجنة الوصاية اجتماعها الأول بالرباط يوم الثاني والعشرين ذو القعدة 1419 هجرية الموافق ليوم عاشر مارس 1999 بمشاركة وزراء خارجية الدول الأعضاء في هذه اللجنة.
وقد شددت لجنة الوصاية على ضرورة تعبئة كافة الإمكانيات والطاقات الإسلامية لدعم صمود سكان مدينة القدس الشريف وإحياء تراثها الحضاري والعمراني والمحافظة عليها كفضاء للسلام والتساكن والتعايش بين أتباع الديانات السماوية الثلاث.
وفقنا الله وسدد خطانا لما فيه خير وعزة وسؤدد أمتنا الإسلامية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".