الرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك الى المشاركين في أشغال الجمعية العمومية للإتحاد الدولي للفروسية

الرباط يوم 26/04/2002

 " الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه
 صاحبة السمو الملكي الأميرة بيلار دي بوربون رئيسة الجامعة الدولية للفروسية
 أصحاب السمو والمعالي والسعادة
 حضرات السيدات والسادة
      يطيب لي أن أرحب بانعقاد الجمعية العامة السنوية للجامعة الدولية للفروسية   على أرض المملكة المغربية التي تعتبر الفروسية من تقاليدها الحضارية العريقة.
      فقد اهتم المغاربة على الدوام بالفرس لما كان له من مكانة أثيرة في حياتهم الإجتماعية وكرفيق لهم في الحل والترحال.
      وهذا ما يزخر به تراثنا الفني والأدبي وتزدان به احتفالاتنا الدينية والوطنية والعائلية حتى إن بعض سلاطين المغرب جعلوا عروشهم على صهوات جيادهم وتلك هي ذروة ما بلغه إرتفاق الإنسان المغربي بحصانه.
    وقد توالت العناية الفائقة بالخيل من لدن المغاربة في العصر الحاضر متجلية في إستمرار دورها الإجتماعي والإقتصادي في العالم القروي وفي بروزها على صعيد رياضات الفروسية.
      وفي هذا الصدد حظي قطاع تربية الخيول بالمغرب باهتمام خاص تبلور في استراتيجية وطنية تم إنجازها بمشاركة جميع الأطراف المعنية ولاسيما جمعيات مربي الخيول. وتستهدف هذه الإستراتيجية تنمية إنتاج الخيول خصوصا منها المغربية الأصيلة وتشجيع إستعمالها في ميادين الفروسية التقليدية والعصرية وفي السباق والفروسية السياحية.
      وأود بهذه المناسبة أن أنوه بالدور الريادي الذي تقوم به عمتنا الجليلة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أمينة في إطار إدارة الجامعة الملكية المغربية للفروسية.
      فبفضل الجهود السخية والمتواصلة التي كرستها للنهوض برياضات الفروسية وتقريبها من أوسع الفئات الشعبية حقق المغرب منجزات هامة في ميدان تقدم وتطوير هذه الرياضات مرسخا حضوره الدولي البارز في هذا المضمار.
      وما إنعقاد ملتقاكم الدولي الهام في ضيافة جامعتنا الوطنية وتحت رعايتنا السامية إلا تزكية واعتراف بتلكم الجهود من قبل الجامعة الدولية للفروسية التي أشيد بما تقوم به برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة بيلار دي بوربون من أعمال جليلة للحفاظ على قيم الفروسية وفضائلها وتطوير رياضاتها وإشاعتها على أوسع نطاق.
      وإن المملكة المغربية أرض اللقاءات وتفاعل الثقافات والحضارات لتعتز باحتضان جمعكم العام الذي لي اليقين بأنه لايعزز فقط التواصل والتعاون بين ممثلي الجمعيات الوطنية للفروسية عبر العالم ولكنه يشكل أيضا في هذه الظرفية الدولية الدقيقة رمزا للتقارب والتفاهم من أجل توطيد الوفاق والسلم بين الأمم والشعوب   .
   وإذ أجدد الترحيب بضيوفنا الكرام أتمنى لهم مقاما طيبا ولأعمال جمعهم العام كل النجاح والتوفيق.   
   والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".