الكلمة السامية التي ألقاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لدى استقباله في مدريد ممثلي الجالية المغربي المقيمة بإسبانيا

مدريد يوم 18/09/2000

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه
رعايانا الأوفياء ممثلي جاليتنا بالديار الإسبانية
إنه لمن دواعي سرورنا أن نلتقي بكم في هذا اليوم المبارك السعيد لنعبر لكم ولسائر أفراد الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا عن تقديرنا واعتزازنا. إن حرص جلالتنا على اللقاء بأفراد جاليتنا بالخارج كاما حللنا بالأقطار الشقيقة والصديقة المضيفة لهم يندرج ضمن السنة الحميدة التي دأب عليها والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني تغمده الله بواسع رحمته حيث كان يحرص على استقبالهم وإيلائهم سابغ عطفه ورضاه.
وهانحن اليوم في إطار عنايتنا السامية واهتمامنا المتواصل بشؤون جاليتنا وظروف عيشها ومقامها بهذه الديار نسعد بلقائكم والاجتماع بكم.
رعايانا الأوفياء
إن ما يثلج الصدر ويبعث عن الارتياح أن جاليتنا بدول المهجر تظل متشبثة بهويتها الوطنية ومتعلقة بمقدساتها ومؤسساتها ومتتبعة لشؤون بلدها وما يبذله من جهود في شتى الميادين لتحقيق التنمية والفاهية لمواطنيه. ولايسعنا بهذه المناسبة إلا أن ننوه بمساهمة أفراد جاليتنا في اسبانيا بمختلف مكوناتها في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها بالدنا.
رعايانا الأوفياء
إن تواجد جالية مغربية نشيطة في هذا البلد الصديق التي هي محط تقدير واحترام من المسؤولين ومن قطاعات الرأي العام يعرف في بعض الأحيان في جهات متفرقة ومحدودة أحداثا مؤسفة ضد مواطنينا لا يخفف من حدتها وتأثيرها في نفوسنا إلا ما تواجه به من شجب قوي من المسؤولين ومن جميع مكونات المجتمع المدني وقواته الحية .
وإننا لعلى يقين بأن ما يتميز به المواطن المغربي من مقومات الأصالة والجدية واحترام الغير وتقدير تقاليد الضيافة والانفتاح على المحيط الذي يعيش فيه والتفاعل معه في توافق مع قوانين وأنظمة بلد الاقامة واعتبارا للعلاقات المتميزة التي تربط بين بلدينا والتي تستمد قوتها وحيويتها من تاريخ مشترك وحسن جوار وتقارب ثقافي وما يربط جلالتنا من علاقات حميمة مع جلالة الملك خوان كارلوس الأول سيمكن من تجاوز الظروف الصعبة وتأمين السلامة والطمأنينة للمواطنين.
رعايانا الأوفياء
لقد حرصت جلالتنا في شتى المناسبات على دعوة رؤساء البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية المغربية بالخارج إلى السهر على حماية مصالح المواطنين المقيمين بالمهجر وإبلاغهم عنايتنا السامية وحرصنا الدائم على استمرار تشبثهم بهويتهم لخدمة وطنهم وتذليل كل الصعاب التي تواجههم.
وفي هذا السياق، قررنا فتح قنصلية عامة في إشبيلية وقنصلية جديدة بألميريا وملحقتين قنصليتين بكل من بوركوس وفالنسيا عاقدين العزم على مواصلة الجهود لتقريب الإدارة من المواطنين بالخارج كلما دعت الضرورة إلى ذلك، لتكون صيانة لهم في صون حقوقهم والدفاع عن مصالحهم وقضاء أغراضهم ومواصلة الجهود المنذولة لتلقين أبنائهم اللغة العربية ومبادئ ديننا الاسلامي الحنيف السمح.
إن مقامكم في ديار المهجر بعيدين عن الأهل والأحباب يستدعي رص صفوفكم وتظافر جهودكم لتحقيق ظروف العيش الكريم لكم ولذويكم وتقديم صورة مشرفة لبلدكم باعتباركم خير سفراء له تمثلونه أحسن تمثيل.
فالله نسأل أن يسدد خطاكم ويوفقكم في أعمالكم ويوفر لكم أسباب الطمأنينة والسعادة إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.