الحديث الصحفي الذي خص به جلالة الملك محمد السادس مجلة "باري ماتش

باريس يوم 13/05/2004

" ان من بين المنجزات الكبرى التي أعتز بها هناك المدونة الجديدة" موضحا جلالته" ان الهدف من هذه المدونة هو تعزيز القيم الأسرية التي أتمسك بها بقوة".
وأكد جلالة الملك " ان المهم ليس هو اصلاح المدونة ولكن تطبيق مقتضياتها بشكل ملموس على أرض الواقع" وقال جلالته في هذا الصدد "ان لدينا محاكم للأسرة ويجري حاليا انشاء محاكم أخرى وكل ذلك تواكبه حملات للتوعية والاعلام ولكن مع ذلك هناك أدوات أخرى يتعين إعمالها ".
وأوضح جلالة الملك انه " سيتم الانتهاء من هذا الملف بعد توفير جميع الشروط لتنفيذ المدونة " موضحا جلالته ان " الأمر لا يتعلق فقط بمدونة للمرأة ولكن بمدونة للأسرة تشكل المرأة فيها عضوا أساسيا ".
وأضاف جلالة الملك " لو أحدثنا مدونة تقتصر على المرأة لأقصينا الذكور وقد جاءت المدونة بالتأكيد بالكثير من الحرية والأمان للمرأة وهذه خطوة أولى إلى الأمام لكن المدونة تهم الزوج والأبناء أيضا ".
وفي ما يتعلق بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة قال صاحب الجلالة الملك محمد السادس "هناك ميادين يكون فيها حضور المرأة أكثر من حضور الرجل وهناك ميادين يحصل فيها العكس". وقال جلالته في هذا الصدد "لديكم في فرنسا وفي عدد من الدول الغربية الأخرى نقاش أيضا حول المساواة ".
وأضاف جلالته "لا أعتقد ان المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة يمكن ان تتحقق في يوم من الأيام. ولكن مإذا تعني المساواة في الواقع.. انها تعني الحفاظ على الهويتين الانثوية والذكورية وذلك بصيانة كرامة المرأة والرجل معا ".
وأضاف جلالة الملك " لقد تم انجاز الأصعب "... " صحيح لقد كانت المسيرة طويلة من أجل الوصول إلى هذه النتيجة وأعتقد ان النساء المغربيات يتجهن اليوم نحو المستقبل بكثير من التفاؤل".
وحول المشاريع الكبرى والأوراش الاجتماعية والاقتصادية التي تهم تنمية المغرب أكد جلالة الملك انه كان لديه " دائما جدول زمني مكثف" بهذا الخصوص مضيفا ان " الأسابيع المقبلة سوف تشهد انشطة مكثفة خاصة من خلال إطلاق عدد من الأوراش الاجتماعية والاقتصادية الكبرى التي اشتغلت عليها كثيرا خلال الشهور الأخيرة".
وأضاف جلالته ان الأمر " يتعلق بمشاريع ذات طابع هيكلي تهم في واقع الأمر مجموع منطقة شمال المغرب وتتعلق بالبنى الأساسية المينائية والطرقية والسكك الحديدية والمناطق الصناعية والكهربة والماء الشروب. وهناك أيضا تهيئة واعداد ضفتي نهر أبي رقراق بمنطقة الرباط ".
وأوضح جلالة الملك انه في مدينة الدار البيضاء " سيتعزز القطب الهام للاستثمارات الصناعية الذي يوجد بالقرب من المطار الذي سيشهد بدوره قريبا مضاعفة طاقته الاستيعابية ".
وعن حصيلة حوالي خمس سنوات من الحكم قال جلالة الملك "انني لا أحب إطلاقا كلمة حصيلة لانها تدل على نهاية مرحلة بينما لا أزال في بداية ما أريد انجازه للمغرب".
وأضاف جلالة الملك " ان مرور خمس سنوات من الحكم يمثل بطبيعة الحال ذكرى على قدر من الأهمية لا يستهان به وانا مدرك لذلك الان..لكنني لا أريد استعمال كلمة حصيلة لان هناك الكثير من الأشياء التي أود انجازها لبلدي مثل خطة العمل لتنمية منطقة الريف التي عرفت للأسف هزة أرضية عنيفة قبل شهور".
وأضاف جلالته " لقد قلت دائما بانه ليس لدي طموحات شخصية لكن لدي طموحات عظام بالنسبة للمغرب".
وجوابا على سوءال حول ما إذا كانت راحة البال المطلقة توجد أيضا لدى الملوك قال جلالة الملك.."أعتقد ان عدم الاكتراث سواء كان المرء ملكا أم لا يختفي مع بلوغ سن معينة وتحل محله الرصانة التي تجعلك قويا في وجه الأحداث.. تلك الرصانة التي تقودك إلى عدم نسيان مسؤولياتك المهنية أبدا ولتفكر فيها طوال الوقت. فليس لدي لا توقيت ولا يوم محدد للراحة ولا حتى عطل مخطط لها منذ وقت طويل بشكل مسبق. وهنا تكمن خصوصية مهنة الملك ".
وجوابا على سوءال الصحافي الذي تساءل من أين يستمد جلالة الملك يوما بعد يوم القوة للنهوض بواجباته قال صاحب الجلالة.. " كما قال والدي جلالة المغفور له انا في خدمة المغاربة دون ان أكون عبدا لأحد، وهذا أمر استأثر بتفكيري كثيرا. فانا لست في ملك نفسي.. انا هنا لكي أضطلع بمهمة وآمل في ان أتمكن يوما من القول بانني وفيت ب"العقد" ألا وهو البيعة التي تربطني بشعبي وانني بذلت ما في وسعي. وهذا ما يحفزني كل يوم ".
وفي ما يتعلق بتربية صاحب السمو الملكي ولي العهد الامير مولاي الحسن فقد أعرب جلالة الملك عن أمله " في ان يحصل على تربية مثل التي حصلنا عليها". وقال جلالته " لقد حصلت شقيقاتي وشقيقي وانا على تربية تميل إلى الصرامة مع برنامج دراسي حافل وتلقينا تربية دينية جيدة في الكتاب القراني بالقصر، وانا حريص على ان يتلقى إبني نفس القواعد التربوية".
وأضاف جلالة الملك " انني لا أرغب في ان تكون شخصيته مطابقة لشخصيتي ولكن ان تكون له شخصيته الخاصة، وقد كان والدي يحب القول عند الحديث عني " له شخصيته ولي شخصيتي الأسلوب هو الرجل ".
وقال جلالة الملك في ما يتعلق بالبروتوكول الملكي وبمزاعم عدم ملاءمته لملكية منفتحة على الحداثة "ان البروتوكول الملكي هو وسيظل بروتوكولا وأضاف جلالته " لقد أشيع كما لو انني غيرت ما كان قائما بعض الشيء وهذا خطأ لان الأسلوب مختلف غير ان للبروتوكول المغربي خصوصيته. وانا حريص على المحافظة على دقته وعلى كل قواعده. انه إرث ثمين من الماضي". وأضاف جلالة الملك " غير انه يجب على البروتوكول ان يتماشى مع أسلوبي"، ومضى جلالته قائلا " لقد ولدت وترعرعت ضمن هذه التقاليد البروتوكولية وهي تمثل جزءا لا يتجزأ من كياني وخاصة من حياتي المهنية التي تظل هذه التقاليد مقرونة بها ".
وعن سؤال عما إذا كان هناك نوع من الحرية يتمتع به المرء حينما يكون ملكا وأميرا للمؤمنين قال جلالة الملك " انها حرية نسبية ولكل واحد منا حريته الخاصة، وهو من يرسم خطوطها الحمراء. ولكل منا نظرته لهذه الخطوط ".