مساهمة الحكومات الجهوية في التنمية المستدامة ودينامية الاندماج بإفريقيا

منتدى جهات إفريقيا بالسعيدية

يترجم منتدى جهات افريقيا إرادة المغرب القوية في تقاسم تجربتها وخبرتها في مجال الجهوية مع باقي دول افريقيا الشقيقة والصديقة.

هذا ما أكده السيد وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت في كلمته التي ألقاها بالنيابة عنه السيد الوالي الكاتب العام لوزارة الداخلية محمد فوزي خلال افتتاح الدورة الأولى للمنتدى المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ما بين 08 و10 شتنبر 2022 بمدينة السعيدية، من طرف المدن والحكومات المحلية المتحدة لإفريقيا بالتعاون مع جمعية جهات المغرب، مجلس جهة الشرق والمديرية العامة للجماعات الترابية.

وتنبع هذه الإرادة، يضيف السيد الوالي، من تصميم المغرب على جعل تنمية إفريقيا في صلب أولوياته، وكذلك للأهمية الكبيرة التي يوليها للتعاون جنوب-جنوب.

وأشار السيد الوالي إلى أن منتدى السعيدية يشكل فرصة للمساهمة في إطلاق دينامية إيجابية، تهدف إلى تسريع وتيرة التعاون اللامركزي والشراكة المتضامنة بين الجماعات الترابية الجهوية في إفريقيا، وترسيخ الإرادة القوية والصادقة للنخبة الإفريقية الناشئة في تدبير الشأن المحلي، والاستجابة أكثر للانتظارات الشرعية لشعوب القارة السمراء.

من جهتها، عبرت السيدة إيمان مداح، رئيسة جماعة السعيدية، عن سعادتها لتنظيم الدورة الأولى من منتدى جهات إفريقيا بمدينة السعيدية، وأكدت ان هذا المنتدى يمكن من تشجيع الذكاء الاجتماعي بهدف الدفاع عن مصالح القارة الإفريقية في أفق تحقيق التنمية المستدامة.

وركزت السيدة امباركة بوعيدة، رئيسة جمعية جهات المغرب، على الأهمية الكبيرة التي يكتسيها تنظيم هذا المنتدى الذي يجمع لأول مرة الدول الإفريقية التي تتبنى نظاما يقوم على اللامركزية، وأوضحت أن حوالي 25 دولة إفريقية تعتمد نظاما لا مركزيا بمستوى متوسط للإدارة الترابية (الجهة).

وأبرزت السيدة بوعيدة أن المنتدى يسلط الضوء، من خلال مجموعة من الجلسات، على الرهانات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى للدول الإفريقية، خاصة التحديات البيئية في سياق أصبحت فيه التغيرات المناخية واقعا ملموسا، بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بالموارد المالية والبشرية للمجالس الجهوية.

من جانبه، دعا السيد عبد النبي بعوي، رئيس مجلس جهة الشرق، إلى جعل هذا المنتدى أرضية للحوار بين الجهات وآلية للدفاع عن مصالحها. وأضاف أنه لمواجهة التأثيرات الاقتصادية لجائحة كورونا، الأزمة المناخية، هجرة الأدمغة، والفوارق النامية بسبب الثورة التكنلوجية، لابد من تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إدماج والاستثمار في الموارد الإفريقية لفائدة الأفارقة بالدرجة الأولى.

وذكرت السيدة فاطمتو منت عبد المالك، رئيسة جهة نواكشوط بموريتانيا ومنظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية أن أمام الدول الإفريقية عمل كثير لربح معركة اللامركزية بالقارة الإفريقية، ومن واجبنا، كقادة، تعزيز هذه الدينامية.

كما أكدت أن هذا اللقاء يشكل مناسبة لإثبات أن الجماعات الترابية من المستوى المتوسط هي بمثابة فاعل حقيقي للتنمية، ومساهم في إنتاج الثروة، خلق فرص الشغل، التماسك الاجتماعي والتأكيد على هوية وأصالة المجالات الترابية. كما عبرت السيدة فاطمتو على انخراط الحكومات الجهوية في تنزيل أجندة 2030 لأهداف التنمية المستدامة، أجندة المناخ وأجندة 2063 للاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى كل السياسات والاستراتيجيات ذات الصلة.

وأوضح السيد بابلو جيرادو، رئيس منتدى جهات المدن والحكومات المحلية المتحدة، أن أشغال هذا المنتدى ستمكن من تبادل الخبرات والممارسات الفضلى، بهدف إبراز إفريقيا بهيكلة جديدة، متضامنة اجتماعيا، قوية اقتصاديا، مشعة ثقافيا، صحية بيئيا، ومحترمة دوليا.

وأكد السيد جون بيير إلونغ امباسي، الكاتب العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة لإفريقيا، أن المحادثات والمداولات التي ستتمخض عن أشغال المنتدى، ستمكن من تحقيق كل ما يمكن لتغيير واجهة قارتنا، بدءا بزرع البذور التي ستنشئ إفريقيا الشعوب.

تواصلت أشغال المنتدى بعقد مجموعة من الجلسات:

*الجلسة الأولى: الحكومات الجهوية والبيئة المؤسساتية

*الجلسة الثانية: الحكومات الجهوية والتحديات المناخية والقدرة على الصمود

*الجلسة الثالثة: الحكومات الجهوية والتنافسية الترابية

*الجلسة الرابعة: الحكومات الجهوية وتحدي الموارد البشرية المالية

*الجلسة الخامسة: الحكومات الجهوية والحكومة المنفتحة

*الجلسة السادسة: الحكومات الجهوية والاندماج الإفريقي

وخلال أشغال اليوم الثاني، انكب المشاركون على مناقشة خارطة الطريق، واعتماد القانون الداخلي وانتخاب هيآت منتدى جهات إفريقيا.

انتخب رئيسا لمنتدى جهات إفريقيا حاكم ولاية إكيتي السيد كايادي فايمي (نيجيريا)، وانتخب نائبا للرئيس كل من رئيسة جمعية جهات المغرب السيدة امباركة بوعيدة (شمال إفريقيا)، رئيس جمعية جهات الكامرون السيد عومارو عوصمانو (افريقيا الوسطى)، حاكم أماروني مانيا مدغشقر السيدة ألين مامياريزوا (شرق إفريقيا)، وممثل جهة غوتينغ عن إفريقيا الجنوبية السيد دفيد ماخورا (إفريقيا الجنوبية)

ويهدف المنظمون إلى جعل المنتدى أرضية دائمة داخل منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة لإفريقيا، من أجل التأكيد والدفاع عن مساهمة الحكومات الجهوية في التنمية والاندماج بإفريقيا، وتقوية قدرات قادة وإدارات هذه الحكومات الجهوية للعب أدوارهم بشكل فعال خدمة للساكنة.

في ختام هذا المنتدى، رفع المشاركون برقية ولاء وإخلاص إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.

كما عرفت الجلسة النهائية، تلاوة تصريح السعيدية.

شارك كذلك في هذا المنتدى، السادة رؤساء المجالس الجهوية، السادة الولاة والعمال بالإدارة المركزية لوزارة الداخلية، عمداء المدن الإفريقية، جمعية جهات المغرب، أطر من وزارة الداخلية، خبراء وممثلون عن منظمات وهيآت التعاون الدولي.

16/09/2022