استعرض السيد الوالي المدير العام للجماعات المحلية، عبد اللطيف بنشريفة، المراحل التي مر بها برنامج الحكامة المحلية منذ انطلاقه في 2010  لتحقيق مجموعة من الأهداف أهمها التوفر على جماعة فعالة منصتة لمواطنيها، وأكد أن البرنامج يقوم على ثلاثة محاور: المشاركة والتشاور، البحث عن جماعة فعالة، والتواصل والشفافية.

كان ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها خلال اللقاء الاختتامي لبرنامج الحكامة المحلية، والذي انعقد بمقر المديرية العامة للجماعات المحلية بالرباط يوم الثلاثاء 25 نونبر 2014 حول موضوع "جماعات جد فعالة في خدمة المواطن: التثمين والعمل على استدامة المكتسبات".

وشكر السيد الوالي بالمناسبة كل الشركاء والمنتخبين وممثلو المجتمع المدني، كما تقدم بالشكر للوكالة الأمريكية للتعاون الدولي، مشيرا إلى بعض المكتسبات التي حققها برنامج الحكامة المحلية مثل إحداث لجان الافتحاص الداخلي بمجموعة من الجماعات الترابية، وتقوية قدرات النساء المنتخبات لتحقيق أدوارهن التي نص عليها دستور 2011 بصفتهن فاعلا في المسلسل التنموي إلى جانب الشباب. ولكل هذه الاعتبارات يؤكد السيد الوالي وجب الوقوف بعد 5 سنوات لاستخلاص الدروس وعرض المكتسبات.

من جهته عبر السيد دوايت بوش، سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب، عن سعادته لحضور اليوم الاختتامي لبرنامج الحكامة المحلية الذي اعتبره عنوانا للشراكة القوية التي تجمع بلاده بالمغرب، مؤكدا أن قيم مشاركة المواطنين والحكامة الجيدة ومتطلبات المساءلة والشفافية كلها قيم مشتركة بين المغرب وأمريكا، ما جعل تنفيذ البرنامج يلقى نجاحا كبيرا مما ساهم في تعزيز الشراكة القائمة بين البلدين حكومة وشعبا على حد تعبيره.

بعد ذلك، تم تقديم عرض حول الحصيلة العامة للبرنامج، تلته ورشتين موضوعاتيتين:

الورشة الموضوعاتية الأولى: جماعة منصتة لمواطنيها

خلال هذه الجلسة شكر السيد محمد حميمز مدير الشؤون القانونية والدراسات والتوثيق والتعاون بالنيابة منظمي اللقاء من أجل إتاحة الفرصة لمناقشة مستقبل التنمية المحلية ببلادنا وأكد أن برنامج الحكامة المحلية خلق دينامية مهمة للجماعات. وركز السيد حميمز في مداخلته على لجنة المساواة وتكافؤ الفرص والتي يتفق الكل على ضرورة تفعيلها كقناة وحيدة منصوص عليها في الميثاق الجماعي لحوار المنتخب مع المجتمع المدني. وأبرز السيد حميمز الاختلافات والصعوبات التي تواجه تفعيل هذه اللجنة وأكد أن الاشتغال عليها سيستمر بشكل أكثر عمقا لدراسة مشاكل المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة والشباب.

بدوره ذكر السيد عبد اللطيف معزوز رئيس مجلس جماعة صفرو، بمسار البرنامج وخطة العمل التي اتبعتها جماعة صفرو في تنفيذه، والتي ترتكز على أربعة محاور: الرؤيا والتخطيط والبرمجة، المشاركة، الهيكلة والحفاظ على المكتسبات وأخيرا تلميع صورة الجماعة.

وأكد السيد أنس الدكالي النائب البرلماني على مسألة تملك وترسيخ المبادئ التي جاء بها البرنامج: المسؤولية، ثقافة الحوار، ربط المسؤولية بالمحاسبة والمشاركة، كما تحدث عن العراقيل القانونية التي تواجه تفعيل لجنة المساواة وتكافؤ الفرص.

وتحدثت خديجة برحالي عن مجلس جماعة الجديدة عن المحاور التي ركز عليها عمل الجماعة لتفعيل برنامج الحكامة المحلية، وتجلت على الخصوص في محور التواصل والتدبير ومعالجة الشكايات وإحداث مجلس محلي للشباب، بالإضافة إلى تدبير الجبايات المحلية والتدقيق الداخلي.

أما فاطمة الغازي منسقة لجنة المساواة وتكافؤ الفرص بجماعة القنيطرة، فركزت على تجربة هذه الأخيرة في تفعيل اللجنة.

وكانت المجالس المحلية للشباب هي المحور الرئيسي في مداخلة السيد رضى بوكماز العضو بالمجلس المحلي للشباب بآسفي

الورشة الموضوعاتية الثانية: جماعات أكثر شفافية وفعالية

خلال الورشة الثانية، شكر السيد العامل مدير المالية المحلية حمزة بلكبير برنامج الحكامة المحلية لمواكبته الجماعات الرائدة في هذا المجال، وأكد على وجوب تعميم  هذه التجربة على جميع الجماعات الترابية، كما تحدث السيد العامل عن أهمية ومميزات البرنامج خاصة في جانب التدقيق الداخلي والمراقبة الجبائية.

أما باقي المتدخلين في هذه الورشة، فقد ركزوا على الإضافة التي جاء بها البرنامج بالنسبة للجماعات، سواء من ناحية مواكبة البرنامج في ميدان التأطير والدعم والتوجيه، أو من حيث إرساء ومأسسة آليات الافتحاص الداخلي وإحداث لجان المساواة وتكافؤ الفرص، بالإضافة إلى تحقيق الشفافية في تحصيل مداخيل بعض المجالس الجماعية.

وبعد مناقشة مستفيضة، خلص المشاركون في اللقاء إلى أن البرنامج عمل على:

* تحقيق الديمقراطية التشاركية.

*تقوية آليات التواصل بين مختلف الفاعلين المحليين.

*تعزيز القدرات في قضايا تهم تطوير الحكامة.

وعبر المشاركون عن انتظاراتهم  من خلال التركيز على كيفية تثمين المكتسبات التي حققها البرنامج وتعزيز مشاركة المرأة والشباب،  وكيفية تعميم تجربة الجماعات الرائدة.

وفي كلمتها، ثمنت السيد دانا منصوري مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مداخلات المشاركين، وقالت إن البرنامج يعد ترجمة لشراكة طويلة، ونوهت بالنتائج والمكتسبات التي نتجت عن البرنامج خاصة فيما يتعلق بالدور المهم الذي أنيط بالشباب.

وقال السيد عبد الوهاب الجابري العامل مدير تأهيل الأطر الإدارية والتقنية في ختام هذا اللقاء أنه كان فرصة لتقاسم المكتسبات التي حققها برنامج الحكامة المحلية مما سيمكن من تعزيز اللامركزية وإرساء دعائم الحكامة المحلية، وأشار السيد العامل إلى أن المديرية قد شرعت في اعتماد وحدات للافتحاص الداخلي في مجموعة من الجماعات.

 يذكر أن هذا اللقاء عرف مشاركة رؤساء جماعات ومنتخبات ومنتخبين محليين وأطر ترابية وممثلين عن مجالس الشباب والمجتمع المدني بالإضافة إلى مسؤولين وأطر من المديرية العامة للجماعات المحلية والمفتشية العامة للإدارة الترابية.

وعلى هامش أشغال هذا اليوم الختامي، استقبل السيد الوالي المدير العام للجماعات المحلية، مرفوقا بالسادة العمال المدراء بالمديرية، السيد سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب والسيدة مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وقد أجرى الجانبان مباحثات بحضور السيد الوالي المفتش العام للإدارة الترابية.