ركز السيد امحند العنصر، وزير الداخلية،  في كلمته التي تلاها السيد الوالي المدير العام للجماعات المحلية علال السكروحي، على أن المغرب نال شرف احتضان المؤتمر الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة من خلال" قناعته  القوية والمنبثقة من  نبل الأفكار، وسمو الأهداف التي تسعى المنظمة إلى إشاعتها، وجدية البرامج والمواضيع التي تروم إلى تنفيذها والتطرق إليها".

جاء ذلك في كلمته خلال الحفل الذي احتضنته المديرية العامة للجماعات المحلية يوم الخميس 10 ماي 2012 على الساعة الثالثة  بعد الزوال، والذي خصص لإعطاء الانطلاقة الرسمية للتحضير للمؤتمر الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية. كما ذكر ب"أن الجماعات الترابية والحكومات المحلية أضحت اليوم تشكل، إلى جانب الدول، قوة اقتراحية وإطارا للتميز من أجل تنفيذ وتفعيل مختلف الاستراتيجيات التنموية، و فضاءات تسهم في إشاعة وترسيخ قيم التضامن والتآزر والتعاضد، تساعدها على رفع التحديات وتجاوز الإكراهات والمشاكل العديدة والمتنوعة التي يطرحها القرن الواحد والعشرون".

وأشار السيد الوزير إلى "أن انفتاح الجماعات الترابية المغربية على الخارج أكسب منتخبيها المزيد من المهارات والتجارب في ميادين تدبير الشؤون المحلية، وقوى دورها وأعلى صوتها في المنتديات والمحافل الدولية".

من جانبه شكر السيد فتح الله ولعلو، عمدة مدينة الرباط ورئيس جمعية الرباط 2013، في كلمته بهذه المناسبة كلا من وزارة الداخلية لمصاحبتها لهذا الملف ذي البعد الوطني والعالمي، و المديرية العامة للجماعات المحلية "الشريك الدائم والداعم للجماعات المحلية لانجاز مشاريعها التنموية وتطوير آليات الحكامة الجيدة"، والجماعات المحلية وكل المساهمين في تنظيم هذا الحدث. وعبر عن اعتزازه بشرف تنظيم مدينة الرباط للمؤتمر الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة سنة 2013 باسم القارة الإفريقية. وذكر في كلمته بأهم المؤتمرات منذ تأسيس المنظمة، بدءا من باريس الى الرباط .

كما أشار إلى أن اختيار الرباط جاء بعد أن مر ملف الترشيح بمجموعة من المحطات لدراسة ترشيحات المدن الراغبة في احتضان المؤتمر الرابع، وتم التصويت بمؤتمر مكسيكو بعد بقاء ثلاث مدن عرضت للتصويت وهي : مدينة ليون الفرنسية ، مدينة فلورانس الايطالية، ومدينة الرباط المغربية باسم القارة الأفريقية. و أوضح "أن جمعية الرباط ستعمل جاهدة على إنجاح هذا المؤتمر من خلال اللجوء إلى آلية مرنة في التدبير السريع والمرن في توفير الحاجيات المادية المطلوبة لإنجاح المؤتمر".

وأبرز الكاتب العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، السيد جوزيب رواك، بأن اختيار مدينة الرباط باسم القارة الأفريقية يمثل "مبدأ التناوب الذي يميز المنظمة وسيكون لحظة مهمة لتبادل التجارب والخبرات في ميادين الحكامة والديمقراطية المحلية، وخلق شبكات مابين الحكومات والمدن المحلية ".  وأشار في حديثه إلى أن المنتخبين لهم مسؤوليات لدمج الرؤى القطاعية لتقديم خدمات ذات جودة عالية للمواطنين.

وقدم الكاتب العام لجمعية الرباط 2013 عرضا مفصلا ركز فيه على محاور اشتغال الجمعية المكلفة بتنظيم المؤتمر والتي تتلخص في التواصل، تعبئة الشركاء والتدبير اللوجستيكي للمؤتمر.

يهدف هذا الحفل للتواصل حول أهمية هذا المؤتمر الدولي والتعريف بأهدافه وبرنامج عمله، والدعوة لتضامن وانخراط جميع شركاء بلدية مدينة الرباط لإنجاحه والاستعداد الأمثل لاستقبال ضيوف المملكة المغربية.

حضر الحفل السيد علال السكروحي الوالي المدير العام للجماعات المحلية، والسيد  فتح الله ولعلو عمدة مدينة الرباط، والسيد جوزيب رواك الكاتب العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، والسيد عبد الواحد اورزيق العامل مدير الشؤون القانونية  والدراسات والتوثيق والتعاون إلى جانب بعض الولاة والعمال بالإدارة المركزية. كما حضره أعضاء جمعية الرباط 2013 المكلفة بتنظيم المؤتمر و بعض المنتخبين المحليين و مجموعة من القطاعات الحكومية وشبه الحكومية، والقطاع الخاص و الابناك، والجمعيات الناشطة بمدينة الرباط، وممثلي الهيئات الدبلوماسية المعتمدة بالرباط.

و وقعت خلال الحفل أربع اتفاقيات، تخص الأولى تمويل بعض أنشطة المؤتمر، أبرمت مع مجموعة الشعبي للإسكان، والاتفاقية الثانية تخص إنشاء قرية الصناع التقليدين والتي عقدت مع رئيس غرفة الصناعة التقليدية بعمالات الرباط وسلا وتمارة. أما الاتفاقيتين الأخيرتين فقد عقدتا مع كل من جامعة الأخوين، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس- اكدال من اجل إشراك طلاب الجامعتين في الحدث في إطار ما تم تسميته "بأصدقاء المنتخبين" والذين سيقومون بمهمة تسهيل التنقل والتعريف بأهم محطات المدينة.

و في نهاية الحفل، رفعت آيات الولاء و والإخلاص لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وبعدها تم عقد ندوة صحفية حول تنظيم المؤتمر.

يذكر أن المؤتمر الذي سينظم من فاتح  الى 4 أكتوبر 2013 سيستقبل أكثر من 3500 من عمداء المدن والعواصم العالمية والعديد من الخبراء ورجال الأعمال والمهتمين بالشأن المحلي والإعلاميين. تتخلل أيام المؤتمر الأربعة اجتماعات على مستوى المؤتمر والمجلس العالمي واللجان القطاعية المتخصصة المكونة لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة.

والى جانب أعمال المؤتمر سينظم بمدينة الرباط معرض الرباط للجماعات المحلية، والذي سيكون فرصة لدعم الشراكة الدائمة مابين القطاع العام والقطاع الخاص لتلبية الحاجيات المتطورة لساكنة المدن من خدمات عمومية كالماء والتطهير والطرق والتشوير والبستنة وغيرها من المجالات.

ويتميز هذا المؤتمر كذلك بتمثيل المدينة العربية ومشاركتها الفعالة في جميع حلقات النقاش وتعزيز مختلف أشكال الحوار العربي والأوربي وغيره، مما سيجعل من هذه التظاهرة الدولية أيضا فرصة لتعميق التعاون والشراكة مابين المدن المغربية والمدن العربية والإسلامية.