التنقل الحضري عامل أساسي لجاذبية المدن ولابد من التقليل من حاجة المواطنين للتنقل داخلها

أعطى السيد الشرقي الضر يس، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، نظرة شاملة عن قطاع التنقلات الحضرية ببلادنا، وطرح مختلف الاشكاليات المتعلقة بهذا القطاع خاصة ما يتعلق بكثرة المتدخلين في المجال مع محدودية الفعالية. كان ذلك في افتتاح اليوم الدراسي حول موضوع"اية حكامة لتنقل حضري مستدام؟"، الذي نظمته وزارة الداخلية يوم الاربعاء 3 اكتوبر 2012 بمركز الندوات بمقر الوزارة بالرباط.

و أكد الوالي المدير العام للجماعات المحلية السيد علال السكروحي، على أن الكل، متدخلين ومستعملين، متفق على تشخيص قطاع التنقل الحضري وعلى ضرورة إصلاح القطاع من خلال توفر إرادة جماعية من قبل كل المتدخلين في هذا المجال. وركز السيد الوالي على أن التنقل الحضري من أهم انشغالات المواطن إلى جانب السكن والشغل والتعليم وأنه يشكل عاملا أساسيا لجاذبية المدن مما يجعله في صلب الاهتمامات على الصعيد الوطني و الجهوي والمحلي.

وأشار السيد الوالي الى النواقص التي تعتري مجال النقل الحضري والتي تتجلى بالأساس في ضعف العرض، وعدم التنظيم، ونقص الجودة في الخدمات المقدمة للمواطنين. بالإضافة الى تنامي القطاع غير المهيكل، وضعف تدبير الطرق وحركة السير وسوء تدبير الفضاء العمومي، لهذا أكد على الحاجة الملحة لإبرام ميثاق الفضاء العمومي الحضري.

 كما أشار في تدخله إلى ضرورة التقليل من الحاجة للتنقل داخل المدن وذلك بالتفكير في صياغة نماذج للتنمية الحضرية  لا تستدعي كثرة تنقل المواطنين داخلها. ومن ضمن الحلول التي اقترحها كذلك تعميم مخططات التنقلات الحضرية لتشمل المدن الكبرى على الأقل والعمل على تضمين المخططات المديرية للتهيئة الحضرية لمحور يعالج اشكالية التنقل الحضري. كما دعا إلى التفكير في ميكانيزمات مستدامة لتمويل التنقل الحضري كاعتماد ضريبة خاصة لذلك، أو إعادة النظر في الجبايات المحلية، أو إعادة توزيع ضرائب وجبايات الدولة.

و ركز في آخر كلمته على أهمية دعم القدرات التدبيرية لكافة المتدخلين في القطاع من جماعات ترابية وشركات الممتلكات وشركات الاستغلال وعلى أهمية تنويع أنماط النقل العمومي داخل المدن.

 السيد نبيل بنعبد اللهمن جهته، قال وزير الإسكان والتعمير وسياسة المدينة السيد نبيل بنعبد الله، إن المدن بمختلف أحجامها مصدر غنى وجذب وهي مطالبة بالاستجابة لحاجيات الساكنة، مؤكدا على أن التحدي الحقيقي هو تقوية تنافسية المدن وولوجية مستخدمي كافة المرافق وذلك عبر تطوير أنماط النقل والبنية التحتية الكفيلة بتحسين مستوى عيش الساكنة.

وأشار السيد بنعبد الله إلى أن سياسة المدينة نمط للحكامة وورش أطلق من طرف الدولة لتدبير و إعادة توجيه النمو الحضري للمدن، بمشاركة مختلف الفاعلين المحليين من جماعات ترابية  ومجتمع مدني.

وركزت السيدة العامل مديرة تكوين الاطر الادارية والتقنية نجاة زروق أثناء العرض الذي قدمته على أهمية مواكبة الاستراتيجية الوطنية للتنقلات الحضرية من خلال تقوية قدرات الجماعات الترابية في الميدان، والتي تأخذ عدة أشكال من برامج للتكوين وتحسين الفاعلين المحليين والتشبيك وتبادل الخبرات في إطار التعاون اللامركزي. ويتم ذلك بتحديد اولويات التكوين والفئات المستهدفة بهذا القطاع".
 

وتطرق المشاركون في اللقاء إلى أربع إشكاليات أساسية وهي :

* أي إطار مؤسساتي محلي مناسب لتنظيم وتدبير أفضل للتنقل. كان هذا موضوع الجلسة التي سيرها السيد الوالي الكاتب

   العام لوزارة الداخلية نور الدين بوطيب.

* استراتيجيات التنمية الحضرية والتنقل، كان موضوع الجلسة الثانية التي سيرها السيد عبد الله لحزام، أستاذ بالمعهد الوطني

   للتهيئة  والتعمير.

* الأفاق الجديدة لشراكة مستدامة بين القطاعين العام والخاص، هو موضوع الجلسة الثالثة التي سيرها السيد سمير

   التازي مدير المقاولات العمومية والخوصصة بوزارة الاقتصاد والمالية.

* إشكالية التمويل: دور الدولة والجماعات الترابية من اجل توازن مالي مستدام والتي كانت موضوع الجلسة التي سيرها السيد

   خالد سفير، الكاتب العام لوزارة الاقتصاد والمالية.

وقد خلص المشاركون في هذا اليوم الدراسي إلى:جمهور

* الحاجة الملحة لإعادة تموقع الجماعات في ميدان التخطيط الحضري وهو ماسيكون

   من أهم نقط القانون التنظيمي للجماعات الترابية الذي هو في طور الإعداد.

* ضرورة إعطاء الأولوية للتنقل الجماعي العمومي في السياسات العمومية.

* اقتراح بوادر حلول مستدامة لتمويل قطاع التنقل الحضري.

* تقنين القطاع غير المهيكل وإدماجه ضمن القطاع المهيكل

* ضرورة مواكبة الجماعات الترابية في ميدان التنقل الحضري عبر التكوين وتقوية

   القدرات.

 كما شدد الحاضرون على ضرورة إعطاء دينامية أكبر للجنة الوطنية للتنقلات الحضرية لتنسيق العمل بين الوزارات الاربع المكونة لها وهي وزارة الداخلية ووزارة الإقتصاد والمالية ووزارة الإسكان والتعمير وسياسة المدينة ووزارة التجهيز والنقل.

حضر هذا اللقاء الذي تراسه السيد الشرقي الضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، السيد نبيل بنعبد الله وزير الاسكان والتعمير وسياسة المدينة،  والسيد الوالي الكاتب العام لوزارة الداخلية نور الدين بوطيب، والسيد الوالي المدير العام للجماعات المحلية علال السكروحي، والسيدة العامل مديرة تكوين الأطر الادارية والتقنية نجاة زروق، والسيد رشيد عفيرات مدير الممتلكات والسيد لوبير ممثل البنك الدولي،  بالاضافة الى بعض ولاة الجهات والمنتخبين و خبراء من المغرب وخارجه.

وللإطلاع على تفاصيل أكثر، يمكنكم تحميل مداخلات المتدخلين في مختلف جلسات اليوم الدراسي.

- الجلسة الأولى: التدخل 1، التدخل 2

- الجلسة الثانية: التدخل 1، التدخل 2، التدخل 3 

- الجلسة الثالثة: التدخل 1، التدخل 2، التدخل 3

- الجلسة الرابعة: التدخل 1، التدخل 2

على هامش اليوم الدراسي أجرت البوابة الوطنية للجماعات الترابية مجموعة من الحوارات يمكنكم الاطلاع عليها على الروابط التالية:

* حوار مع السيد الوالي الكاتب العام لوزارة الداخلية نور الدين بوطيب

* حوار مع السيد وزير الإسكان والتعمير وسياسة المدينة نبيل بنعبد الله

* حوار مع السيد ممثل البنك الدولي المكلف بالتنقلات الحضرية بالمغرب أوليفيي لوبير

* حوار مع السيدة العامل مديرة تكوين الأطر الإدارية والتقنية نجاة زروق

04/10/2012