التجربة المغربية في ميدان اللامركزية والجهوية المتقدمة حاضرة بقوة بدكار والمغرب ملتزم وعازم على دعم علاقات التعاون والتضامن بين الجماعات الترابية المغربية ونظيراتها بالقارة الإفريقية

أكد وزير الداخلية، السيد امحند العنصر، في كلمته التي ألقاها خلال حفل افتتاح الدورة السادسة للملتقى الإفريقي للجماعات والحكومات المحلية الإفريقية "افريستى 6"  على أن "رهان البعد الترابي للتنمية بالمغرب ظل حاضرا مند سنوات عبر أوراش التنمية التي يباشرها البلد على المستوى الوطني، الجهوي والمحلي".

لعنصر

وأضاف السيد الوزير "إننا مدعوون إلى تعزيز وتسهيل تبادل المعرفة والخبرات المتاحة للجهات الفاعلة في التنمية المحلية ببلداننا"، كما عبر عن التزام المغرب دعم علاقات التعاون والتضامن بين الجماعات الترابية المغربية ونظيراتها بالقارة الإفريقية.

أما الرئيس السنغالي، السيد مكي صال، فقد عبر عن شكره لجلالة الملك محمد السادس على الدعم اللوجستيكي الذي قدمه المغرب لتنظيم هذا الملتقى، الذي يعد أرضية للتشاور حول الديمقراطية المحلية بإفريقيا. وقال إن الهدف المتوخى من القمة هو معرفة كيف يمكن تحديد إطار عيش يلبي حاجيات الساكنة الحالية دون المساس باحتياجات الأجيال القادمة، وكيف يمكن للأفارقة بناء إفريقيا بأنفسهم ولأنفسهم. 

وقد عرف حفل افتتاح هذا الملتقى الإفريقي الذي احتضنته مدينة داكار، عاصمة السينغال بين 04 و08 دجنبر 2012 تحت شعار "بناء إفريقيا انطلاقا من أراضيها: أي تحديات بالنسبة للجماعات المحلية"، تدخلات عدة شخصيات إفريقية ودولية أخرى.

وركزت قمة دكار على التوسع الحضري للمدن والنهوض باللامركزية وتوفير الطاقة والصحة والنقل والحفاظ على البيئة. فعلى مدى خمسة أيام، انكب المؤتمرون على دراسة تأثير العولمة ودور الجماعات الترابية في النهوض بالتنمية بإفريقيا، من خلال نقاشات عميقة في إطار ندوات وموائد مستديرة أهمها:

ندوة1 - الندوات العلمية التي تم من خلالها تحليل موضوع القمة ومناقشته (يومي 4 و5 دجنبر 2012):

     * بناء أفريقيا انطلاقا من أراضيها.  

     * الإستراتيجيات المحلية لبناء إفريقيا انطلاقا من أراضيها.

     * تعبئة الفاعلين المحليين قصد المساهمة في بناء إفريقيا انطلاقا من أراضيها.

 

2 - البرامج الإفريقية لمنظمة المدن والحكومات المتحدة المحلية بإفريقيا (يوم 5دجنبر 2012).  

3 - الندوات الخاصة التي تناولت عدة مواضيع تتعلق بالسكن والاقتصاد التضامني والتعمير وقضايا الشباب والتواصل وغيرها، تمت مناقشتها بين الجماعات المحلية والمؤسسات المهتمة بالشأن المحلي والسلطات العمومية المحلية (يوم 6 دجنبر 2012).

4 – الندوات السياسية والتي تواصلت على مدى اليومين الأخيرين من المؤتمر (7 و 8 دجنبر) وتضمنت:

     * مائدة مستديرة تحت عنوان "بناء وحدة واندماج إفريقيا: أي طريق وأية محطات، أين نحن من هذا في سنة 2012"، والتي

        شكلت افتتاحا للندوات السياسية.

     * انعقاد الجمع العام لمنظمة المدن والحكومات المتحدة المحلية بإفريقيا.  

     * اجتماع وزراء المؤتمر الإفريقي حول اللامركزية والتنمية المحلية CADDEL »".

     * اجتماع ثلاثي بين المنتخبين المحليين والوزراء الأفارقة المكلفين باللامركزية وشركاء التنمية.

 

5 - لقاءات سياسية بين السلطات المحلية الإفريقية ونظيراتها بكل من الصين، تركيا والبرازيل (أيام 4 و 5 و 6 دجنبر 2012).

لعنصر

وخلال الندوة الصحفية التي عقدها السيد وزير الداخلية، امحند العنصر، قال السيد الوزير "إن المغرب وانطلاقا من تجربته الطويلة في مجال اللامركزية، يوجد اليوم في مرحلة متطورة تتميز بإصلاحات عميقة ستمكن الجماعات الترابية من صلاحيات وسلطات واسعة لجعلها قادرة على اتخاذ قراراتها باستقلالية مالية وإدارية أكبر، حتى تكون فاعلا حقيقيا في التنمية الترابية.

وأكد السيد الوزير أن حجم ونوعية مشاركة المغرب في الملتقى مهمة، تهدف إلى تقاسم التجربة المغربية مع إخواننا الأفارقة وإلى الاستفادة من تجارب المشاركين في هذه المناسبة المهمة التي تقام على أرض السينغال الشقيقة.

وبالفعل، فقد ضم الوفد المغربي الذي ترأسه السيد وزير الداخلية أزيد من 300 شخص، من بينهم رؤساء وممثلوا الجماعات الترابية والمؤسسات العمومية والخاصة العاملة في مجال التنمية المحلية وفاعلون من المجتمع المدني وباحثون وخبراء ومسؤولون بالوزارة.

أما اليوم الثاني من الملتقى، فقد تميز بجلسة خصصت لتقديم مشروع إحداث الأكاديمية الإفريقية للجماعات الترابية، والذي حظي بدعم وزارة الداخلية بهدف تقوية قدرات الموارد البشرية للجماعات الترابية في المغرب وإفريقيا، حيث ترمي الأكاديمية إلى أن تصبح مؤسسة متخصصة في تكوين المنتخبين والموظفين بالجماعات الترابية الإفريقية.

وخلال نفس الجلسة، قدمت السيدة العامل مديرة تكوين الأطر الإدارية والتقنية بوزارة الداخلية نجاة زروق، عرضا حول مسار اللامركزية بالمغرب، ركزت فيه على مهن الجماعات الترابية والرأسمال البشري الذي يوجد اليوم في قلب اهتمامات الحكومة لمواكبة الجماعات الترابية بالمملكة المغربية. 

وقد خلص الحاضرون إلى عدة توصيات من بينها ضرورة مأسسة الحق في التكوين لفائدة المنتخبين والموظفين المحليين بإفريقيا وتطوير التعاون جنوب-جنوب عبر تشبيك آليات التكوين بالقارة الإفريقية.  

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كانت حاضرة في الملتقى، حيث قدمت السيدة العامل المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عرضا حول هذا الورش المغربي، فلسفته، مقاربته، مكوناته، آليات حكامته وإنجازاته. وقدمت بهذه المناسبة شهادات حول المقاربة التشاركية وحول وقع مشاريع المبادرة الوطنية.

وخلال اليوم الثالث من الملتقى، تم تخصيص جلسة  لتقديم مشروع الجهوية المتقدمة ببلادنا، أطرها السادة العامل مدير الانتخابات حسن أغماري، و العامل مدير الشؤون القانونية والدراسات والتوثيق والتعاون عبد الواحد أورزيق، و مدير الممتلكات رشيد اعفيرات.  

وأعطى المتدخلون لمحة تاريخية حول نظام الجهوية ببلادنا، وعرضوا اختصاصات الجهة المقترحة في تقرير اللجنة الاستشارية حول الجهوية، ثم ما جاء في الدستور الجديد من مقتضيات حول الجهة والجماعات الترابية الأخرى. كما تم تقديم مبادئ القانون التنظيمي حول الجهوية الذي هو في طور الإعداد من طرف مصالح وزارة الداخلية.

بعد ذلك، تناول الكلمة منتخبون من بعض المجالس الجهوية ليدلوا بشهادات حول واقع الجهات في النظام الحالي وما سيتم اكتسابه في إطار الجهوية المتقدمة في ظل الدستور الجديد للمملكة.

وقد عرفت هذه الجلسة حضورا كبيرا للمشاركين الأفارقة الذين عبروا عن اهتمامهم بتجربة المغرب في مجال اللامركزية والجهوية، وطرحوا تساؤلات عدة للمزيد من التوضيح حول مشروع الجهوية المتقدمة ببلادنا.

تحت عنوان "التعاون اللامركزي: تبادل الخبرات ونقل المعرفة والتنمية المشتركة"، تم تنظيم جلسة شارك فيها السيد صلاح حمزاوي رئيس المجلس الجهوي لتادلة أزيلال، والسيد يوسف جعفر مكلف بمهمة بالمديرية العامة للجماعات المحلية بالإضافة إلى ممثل برنامج الأمم المتحدة للتنمية بالمغرب وممثلة جمعية الرباط 2013. وعرض المتدخلون جميع برامج التعاون اللامركزي بالمغرب وركزوا على آلية دعم التعاون اللامركزي المغربي الفرنسي وعلى مشاريع برنامج الأمم المتحدة للتنمية المواكبة لورش اللامركزية بالمغرب، ثم استمع الحاضرون لشهادات بعض رؤساء الجماعات الترابية التي استفادت من برامج التعاون اللامركزي. وقد خلصت الجلسة إلى توصيات أهمها إنشاء صندوق إفريقي لدعم التعاون اللامركزي. 

وخلال جلسة خاصة ب"الرباط 2013"، قدم السيد فتح الله ولعلو، عمدة مدينة الرباط ورئيس جمعية الرباط 2013، عرضا حول سياق ورهانات تنظيم مدينة الرباط للمؤتمر الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة من فاتح  إلى 4 أكتوبر 2013 باسم القارة الإفريقية، والذي سيستقبل أكثر من 3500 من عمداء المدن والعواصم العالمية والعديد من الخبراء ورجال الأعمال والمهتمين بالشأن المحلي والإعلاميين.

أفريستس

أفريسيتي 6 كانت كذلك مناسبة لتعزيز التعاون اللامركزي جنوب-جنوب، حيث تم توقيع العديد من اتفاقيات التعاون والشراكة بين الجماعات الترابية المغربية ونظيراتها الإفريقية من بلدان السينغال، موريتانيا، الرأس الأخضر، الكامرون والبنين، بحضور السيد علال السكروحي، الوالي المدير العام للجماعات المحلية.   

وبمناسبة اجتماع الجمعية العامة لشبكة النساء المنتخبات المحليات بإفريقيا، تم انتخاب السيدة فاطمتو منت عبد الماليك من موريتانيا على رأس الشبكة٬ كما تم انتخاب أربع نائبات للرئيسة. وتضم اللجنة التنفيذية للشبكة 15 عضوة، أي ثلاث ممثلات عن كل جهة من الجهات الخمس للقارة (إفريقيا الشمالية، إفريقيا الغربية، إفريقيا الشرقية، إفريقيا الوسطى وإفريقيا الجنوبية) من بينهم فاطنة لكيحل، رئيسة جماعة عرباوة. وقد عقدت الشبكة أول اجتماع لها بهياكلها الجديدة، تمت خلاله الإشادة بدور المغرب من أجل الدفع قدما بالشبكة، وخلصت فيه إلى توصيات من بينها الدعوة إلى اعتماد كوطا لتمثيلية النساء المنتخبات في هياكل منظمة المدن والحكومات المتحدة المحلية بإفريقيا.

يذكر أن الشبكة تأسست في  مارس 2011 بطنجة بمناسبة المنتدى الأول للمنتخبات المحليات بإفريقيا، وهي لجنة دائمة لدى منظمة المدن والحكومات المتحدة المحلية بإفريقيا، تهتم بدعم مشاركة النساء في تدبير الشأن المحلي، حيث تقترح المبادرات الرامية إلى الأخذ بعين الاعتبار انشغالات النساء في كافة ميادين الحياة المحلية. وتهدف إلى تعزيز قيادة النساء المنتخبات وتقوية التعاون جنوب-جنوب من أجل تنمية محلية مستدامة.

وخلال انعقاد الجمع العام لمنظمة المدن والحكومات المتحدة المحلية بإفريقيا، تم انتخاب عمدة دكار السيد خليفة صال، رئيسا للمنظمة كما تم تجديد هياكل المنظمة حيث أصبحت مدينة الرباط من بين ممثلي جهة إفريقيا الشمالية في اللجنة التنفيذية بينما مدينة نواكشوط تمثل نائبة الرئيس عن نفس الجهة.

وقد عرفت الدورة السادسة لملتقى الجماعات والحكومات المحلية الإفريقية تتويج مدينة وجدة بجائزة الإمتياز اعترافا بالدينامية الإقتصادية والإجتماعية التي تعرفها المدينة، كما نالت السيدة العامل مديرة تكوين الأطر الإدارية والتقنية بوزارة الداخلية جائزة الخبرة لتفانيها في دعم شبكة النساء المنتخبات المحليات الإفريقيات والرأسمال البشري بصفة عامة.

 
مؤتمر

موازاة مع هذا المؤتمر الإفريقي، تم تنظيم معرض دولي للجماعات والحكومات المحلية من 04 إلى 07 دجنبر 2012، ضم ما يقرب 200 عارضا من بلدان عديدة تمثل إفريقيا واروبا وأمريكا وآسيا، ينتمون إلى مقاولات وشركات ومؤسسات عمومية وشبه عمومية وجمعيات المجتمع المدني ومنظمات التضامن الدولي، وذلك لعرض خبراتهم وابتكاراتهم لصالح الجماعات الترابية والساكنة المحلية.

وتمحور المعرض حول مواضيع تتعلق بتكنلوجيات المعلومات والاتصال، المواصلات السلكية واللاسلكية، المرافق الحضرية، التجهيزات التجارية والبنيات التحتية.

جناح الجناح المخصص للمغرب في هذا المعرض شكل واجهة لعرض التقدم الذي يعرفه المغرب في مجال التنمية المحلية، وفضاء للتبادل والتقاسم مع ممثلي باقي البلدان المشاركة.

وقد ضم فضاءات المديرية العامة للجماعات المحلية، ومديرية تكوين الأطر الإدارية والتقنية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وصندوق التجهيز الجماعي، وجمعية الرباط 2013، ووكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، ووكالة إنعاش وتنمية عمالة وأقاليم الشرق، ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الجنوب، ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الجنوب، والمراكز الجهوية للإستثمار بجهات الرباط  سلا زمور زعير و الدار البيضاء الكبرى ومراكش تانسيفت الحوز، والمجلس الوطني   لحقوق الإنسان، وصندوق الإيداع والتدبير،  وشركة العمران، واتصالات المغرب، والمكتب الوطني للماء والكهرباء، وجامعة الأخوين، والجامعة الدولية للرباط، بالإضافة إلى فضاء خصص للصناعة التقليدية.

وخلال الجلسة الختامية لقمة أفريسيتي، تقدم عمداء المدن بالشكر للسينغال والمغرب على دعمهما وإلى جميع السلطات المحلية بإفريقيا، كما تمت قراءة الإعلان الختامي لأفريسيتي 6. 

و تعتبر قمة أفريستي موعدا هاما لإعطاء دفعة قوية لعملية اللامركزية في أفريقيا، حيث تتولى التفكير في مكانة ودور الحكومات المحلية في التنمية بالبلدان الأفريقية، كما تشكل مناسبة لتقييم سياسات وبرامج التعاون في مجال اللامركزية. 

وهو ملتقى قاري تم تنظيمه من طرف منظمة المدن والحكومات المتحدة المحلية بإفريقيا "CGLUA"، وضم ما يزيد عن 5000 مشارك يمثلون مدن وحكومات محلية ووزراء مكلفين بقطاعات الجماعات المحلية ومسؤولين كبار بمؤسسات الدولة والجماعات المحلية وممثلي الإدارات العمومية والقطاع الخاص وجمعيات المجتمع المدني وهيئات التعاون الدولي بالإضافة إلى باحثين وخبراء وجامعيين.

وقد شهد حضور 3000 منتخب منهم 2500 منتخب إفريقي، مما أعطاه صبغة أهم ملتقى ديمقراطي بإفريقيا.

يشار إلى أن الدورة الخامسة لمؤتمر قمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية انعقدت بمراكش خلال 2009، وتميزت هذه الدورة بإقرار أن هذا المؤتمر يشكل أرضية مثلى لتقييم تنفيذ سياسات اللامركزية بإفريقيا.

* الملتقى في صور 

13/12/2012