التحول الرقمي للجماعات الترابية في المغرب.. تطوير جماعات ذكية ومستدامة

التحول الرقمي للجماعات الترابية في المغرب.. تطوير جماعات ذكية ومستدامة

نظمت المديرية العامة للجماعات الترابية، وبشراكة مع المعهد العالي للإعلام والاتصال ندوة حول " التحول الرقمي للجماعات الترابية والتنمية المحلية"، وذلك يوم الثلاثاء 15 فبراير 2022، مباشرة على قناة الجماعات الترابية على اليوتيوب، وناقش المتدخلون خلال هذه الندوة مدى مساهمة التحول الرقمي في تحسين جودة الخدمات المقدمة للساكنة وفي تطوير جماعات ذكية ومستدامة.

تحدث السيد محمد السعيدي أستاذ التعليم العالي، وخبير دولي في المدن الذكية المستدامة، في مستهل مداخلته، عن النضج الذي وصلت له التكنلوجيا في عصرنا اليوم على الصعيد الدولي، وعلى الصعيد الوطني بالخصوص، ويمكن تمييزه في عدد المشاركين المنخرطين في شبكة الانترنيت والذي وصل الى نسبة 93 بالمئة من الساكنة، حسب تقرير الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، هذا يدل على وجود شبكة اتصالات قوية ومنتشرة، مما زاد من أهميتها الظروف الصحية التي شهدها العالم، والمتمثلة في جائحة كورونا التي سرعت من وتيرة تطوير هذا التحول الرقمي.

وان استراتيجيات واولويات التي وضعت من قبل البرنامج الحكومي، واحداث وزارة خاصة بهذا المجال، وكذلك تماشي المنظومة القانونية والتشريعية التي تواكب وتأطر التحول الرقمي في مجموعة من القطاعات، كلها مؤشرات لأهمية هذا المجال.

مذكرا أيضا، بمجموعة من المبادرات التي أطلقت على صعيد الجماعات الترابية والتي اعتمدت مثل بن جرير وشفشاون وبركان والدار البيضاء والرباط ... وحسب المؤشر الدولي للمدن الذكية الذي نشر من طرف المعهد الدولي، تصدرت الرباط صدراه المدن الافريقية للمدن الذكية، هذا ما يؤكد على اجتهاد كبير من اجل تجويد الخدمات المقدمة للمواطنين وتحسين الخدمات بشكل عام، فتبقى الرقمنة هي وسيلة لتحقيق ذلك.

واشار السيد خالد اعقاء مدير الحكومة الالكترونية بوكالة التنمية الرقمية، في مداخلته الى المهام التي تقوم بها وكالة التنمية الرقمية، حيث قامت الوكالة بتطوير المنصة الرقمية لتبادل المعطيات، وان دور الوكالة ينصب في دعم ومواكبة المرافق والإدارات العمومية ومساعدتها في اعداد تصور ملائم لها من حيث رقمنة الخدمات وكيفية تنزيله على ارض الواقع. وقد فتحت الوكالة مجموعة من الاوراش بهذا الشأن، لذلك وضعت برنامج يتوخى اشراك الإدارة العمومية من اجل تبسيط مفاهيم واساسيات ومبدأ التحول الرقمي ونشر الثقافة الرقمية الجديدة. ومن اهم هذه الاوراش، أنشاء الوكالة مصنع رقمي يعمل بطرق مرنة من اجل رقمنة سريعة للتطبيقات واتاحتها للمؤسسات العمومية.  عملت الوكالة بإحداث منصة "شكاية" " chikaya.ma " وبتعاونها مع المديرية العامة للجماعات الترابية حرصت على دمج جميع الجماعات الترابية في هذه المنصة والتي توصلت منذ تنزيل المنصة على 6665 شكاية موجهة للجماعات الترابية.

وذكر السيد محمد امين السويسي المكلف بقسم التحول الرقمي بالمديرية العامة للجماعات الترابية في مداخلته على الدور الذي تقوم به المديرية العامة للجماعات الترابية، واهميته الكامنة في المواكبة والدعم المالي والتقني للجماعات من اجل أداء مهامها على اكمل وجه، وهذا يكمن في الدور الذي تقوم به،  في مجال التأطير من اجل الوصول الى الأهداف الاستراتيجية التي تطمح للوصول اليها والتي تندرج في إطار الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي التي تعمل عليها وكالة التنمية الرقمية.

وقال ان هناك مجموعة من الأهداف التي ترصدها المديرية العامة وهيّ:  تحسين التسيير الداخلي للجماعات عن طريق الرقمنة، وتحسين مناخ الاعمال بالنسبة للمقاولات، وتجويد الخدمات وتحسينها لجميع المواطنين وكذلك التهيئة الرقمية لجميع المجالات الترابية، وتنمية الاقتصاد الوطني.

وتم تحديد اهم المبادرات الناجحة التي بادرت بها الجماعات وحاولت المديرية تعميمها على جميع الجماعات الترابية. واتفق في عرضه مع ما قاله المتدخلين في الندوة، ان لوباء كورنا دور في التسريع من وتيرة الرقمنة، هذا ما ساعد في تصور واضح  من اجل وضع استراتيجية ناجعة، وتتكون هذه الاستراتيجية من أربعة محاور  تتعلق بنموذج الحكامة، بالموارد البشرية، بالبنية التحتية من الناحية الرقمية و بالتطبيقات من اجل رقمة التسيير الداخلي.

واكد السيد انس بن واحود مدير وحدة الدار البيضاء للرقميات بمؤسسة الدار البيضاء للخدمات، ان التحول الرقمي هو أداة للرفع من جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، ويعد ركيزة أساسية لتطوير فعالية الجماعات الترابية. 

مذكرا بالمخطط التوجيهي الذي تم اعداده من قبل شركة الدار البيضاء للخدمات صودق عليه سنة 2017.  وضع هذا المخطط رؤية شمولية تنسجم مع الاهداف الوطنية المسطرة في هذا المجال وبالخصوص ما يهم الجماعات الترابية، وتم تنزيل خارطة طريق 2018-2023 من قبل وحدة الدار البيضاء للرقميات، والتي تتضمن 71 مشروعا وتنقسم الى أربعة محاور وهي:   مشاريع المدن الذكية، مشاريع نظم المعلومات، مشاريع البنية التحتية، مشاريع المواكبة ومشيرا الى التحديات التي واجهتهم من اجل تحقيق وتنزيل هذه المشاريع على ارض الواقع.

تلا ذلك نقاش مستفيض أغنته تدخلات وتساؤلات الحضور من باحثين وأساتذة وأطر وطلبة، مباشرة داخل القاعة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تندرج هذه الندوة في إطار سلسلة ندوات حول التواصل العمومي الترابي الذي تنظمها المديرية العامة للجماعات الترابية بتعاون مع المعهد العالي للإعلام والاتصال.

 

 

16/02/2022