المدن العربية مدعوة للاستفادة من التجارب الناجحة حتى تتمكن من تطوير حكامتها والمغرب سيبقى فضاء للقاءات والحوار والتشاور حول القضايا التي تسعى للرفع من مستوى عيش المواطن العربي

قال السيد محمد حصاد، وزير الداخلية، إن المناطق الجنوبية بالمغرب شهدت مشاريع كبيرة من بنيات تحتية وتجهيزات ومرافق عمومية، وإن الإرادة والعزيمة البشرية قادرة على تطوير المناطق القاحلة أكثر وأكثر.

السيد الوزيركان ذلك خلال الكلمة التي ألقاها السيد الوزير خلال الجلسة الافتتاحية للندوة التي نظمتها  المديرية العامة للجماعات المحلية بمدينة العيون، بتنسيق و تعاون مع المعهد العربي لإنماء المدن وولاية جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء و المجلس الجماعي للعيون، حول موضوع "التدبير الحضري بالمناطق القاحلة" من 9 إلى 11 شتنبر 2014.

وأضاف السيد حصاد أن موضوع الندوة يشكل إحدى انشغالات السلطات العمومية بدول المعمور عموما وبالدول العربية خصوصا، نظرا للإكراهات التي تعرفها هذه المدن، ودعا الدول العربية للاستفادة من التجارب الناجحة من أجل السير قدما بالمدن العربية وتكريس الحكامة الترابية الجيدة بها.   

وأشار السيد الوزير إلى أن المغرب سيبقى فضاء للقاءات والحوار والتشاور حول القضايا التي تسعى للرفع من مستوى عيش المواطن العربي.

السيد عبد الله محمد السبيلمن جهته، أشاد السيد عبد الله محمد السبيل، نائب المدير العام للمعهد العربي لإنماء المدن، بالتعاون بين المدن المغربية ووزارة الداخلية من جهة والمعهد العربي لإنماء المدن من جهة أخرى من خلال مذكرة التفاهم بين الطرفين، حيث تم تنظيم العديد من الندوات بالمغرب لتقوية قدرات المنتخبين من أجل النهوض بمدنهم.

وأكد السيد السبيل على أن الندوة تشكل وقفة قوية للاهتمام بالمناطق القاحلة وتمنى أن تضيف أفكارا بناءة لبناء استراتيجيات فعالة تهدف إلى توفير الخدمات والمرافق للساكنة،  كما عبر عن أمله في أن تتواصل مثل هذه اللقاءات لخير المدن العربية كافة.

بعد ذلك، تم عرض شريط يبين أهم المشاريع التنموية بمدينة العيون التي تعتبر أكبر المدن الواقعة بجنوب المغرب. 

وتواصلت أشغال الندوة خلال ثلاث أيام حيث تم عقد خمس جلسات تميزت بمداخلات عدة خبراء وباحثين مغاربة ومن الدول العربية الشقيقة.

الجلسة الأولى : السمات الأساسية والمعلومات حول المناطق القاحلة

عرفت تقديم أربعة عروض تمحورت أساسا حول مفهوم المناطق القاحلة والتنمية المستدامة، والمقاربة المجالية والتنمية الاقتصادية باستغلال الموارد الطبيعية كمداخل للتنمية المستدامة بالمناطق القاحلة. كما تم تقديم استراتيجية تدخل الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان كآلية من آليات النهوض بالمناطق القاحلة بالمغرب. 

الجلسة الثانية : التحديات ومشاكل المناطق القاحلة

تميزت بعرض أربع مداخلات حول التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية والموارد الترابية وتوظيفها بالمناطق القاحلة، ودور اللامركزية والتعاقد في تحقيق البرامج على أرض الواقع لدعم التنمية المستدامة بهذه المناطق.

الجلسة الثالثة : الأساليب العلمية والتقنيات الحديثة واستخداماتها

خلال هذه الجلسة، تم تقديم ثلاث عروض تمحورت حول الوسائل والحلول المتبعة لحل إشكالات التنمية  بالمناطق القاحلة وآثارها على التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة.  ومن بين هذه الحلول نجد منظومة المعلوماتية المكانية كأساس للتخطيط الاستراتيجي، والطاقة الحيوية ودورها في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة، وخيار السياحة البيئية ودمجها في المنظومة السياحية للمناطق القاحلة.

الجلسة الرابعة : المواطن والمجتمعات المحلية والشراكة مع الأجهزة الحكومية

تميزت الجلسة بتقديم أربع مداخلات تناول فيها المشاركون أهمية ودور المواطن والمجتمع المدني في الشراكة  مع الأجهزة المركزية في إطار اللامركزية لتدبير الشأن العام المحلي، كما تم تقديم تجربة صندوق التجهيز الجماعي في تنمية المناطق الجبلية والجافة بالمغرب ودور الشراكة بين الصندوق والمنتخبين لمواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة بهذه المناطق .

الجلسة الخامسة : التجارب المحلية والإقليمية لتنمية المناطق القاحلة

خلال هذه الجلسة، تم عرض نموذجين لتطبيقات الأساليب والتقنيات الحديثة في التنمية الحضرية للمناطق القاحلة: النموذج الأول تناول مدينة الداخلة بالمغرب التي استطاعت، بفضل التخطيط الاستراتيجي العمراني، أن تنتقل من مجرد نواة عسكرية إلى قطب حضري واعد، ذا إشعاع وطني ودولي والنموذج الثاني تطرق لمدينة العين بدولة الإمارات العربية ودور الاستدامة الاجتماعية إلى جانب الاستدامة البيئية في تحقيق التنمية المستدامة بهذه المنطقة.

وقد تلت كل جلسة من هذه الجلسات مناقشات مستفيضة شارك فيها الحضور من منتخبين ومجتمع مدني وباحثين ومسؤولين ومختصين. وأفضت هذه المناقشات إلى إصدار توصيات عديدة من بين أهمها:

* إنشاء منظومة معلوماتية مكانية متكاملة للمساعدة في إدارة واستدامة العمران الصحراوي، تشتمل على المعلومات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والمرافق والخدمات العامة.

* العمل بمبدأ اللامركزية في إعداد الخطط التنموية من خلال نقل مهام وضع الخطط من الوزارات والهيئات المركزية إلى الشركاء على المستوى المحلي وتمكينهم بكافة الصلاحيات والجوانب الفنية والمالية لتنفيذ تلك الخطط.

* جعل الإنسان في مركز التدخلات العمومية والعمل على توعيته وتربيته وغرس روح المواطنة للحفاظ على الموروث الطبيعي.

* ضرورة إشراك المنتخبين والمجتمع المدني في إعداد استراتيجيات التدخل في المناطق القاحلة.

* العمل على تعزيز الالتقائية بين مختلف فروع الوزارات والسياسات العمومية لتنمية المناطق القاحلة.

الجلسة الختاميةأما الجلسة الختامية فقد تميزت بتلاوة البيان الختامي من طرف السيد عبد الله محمد السبيل، نائب المدير العام للمعهد العربي لإنماء المدن، وبكلمة السيد يحضيه بوشعاب، والي جهة العيون بوجدور وعامل إقليم العيون، وكذا كلمة السيد عبد الوهاب الجابري، العامل مدير تأهيل الأطر الإدارية والتقنية، باسم السيد وزير الداخلية، نوه فيها بالمشاركة الفعالة لجميع الحاضرين من منتخبين وخبراء وممثلي المجتمع المدني وجهات حكومية، وبالتجارب الإقليمية والمحلية التي عرضت خلال الندوة، كما ركز على دور الشراكة والتعاون في تحقيق المشاريع على أرض الواقع. وفي الأخير عبر عن رغبة المغرب لتنظيم لقاءات وندوات أخرى في إطار الشراكة مع المعهد العربي لإنماء المدن.

وفي ختام أشغال الندوة، رفع المشاركون برقية ولاء وإخلاص لمقام السدة العالية بالله، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

تضمن برنامج الندوة كذلك تنظيم زيارات ميدانية لأهم المحطات الأساسية بالمنطقة كمحطة تحلية مياه البحر، حيث اضطلع المشاركون على مراحل تصفية الماء والمعايير التي تعتمدها هذه المحطة،  فيما انتقلوا بعد ذلك إلى ميناء العيون للاضطلاع على أهم المشاريع منها باحة بيع السمك، ثم توجهوا إلى محطة فوسبوكراع  لمعالجة الفوسفاط  حيث تم الاطلاع على مراحل  تصفية  الفوسفاط وتصديره، ومن تم إلى محطة الطاقة الريحية التي تزود محطة فوسبوكراع بالطاقة الكهربائية.

وزارة الداخليةيذكر أن الندوة تندرج ضمن اللقاءات التي دأبت وزارة الداخلية على تنظيمها لمناقشة القضايا الحيوية وتعزيز قنوات التواصل بين جميع الفاعلين المغاربة و العرب في إطار تعزيز التعاون جنوب-جنوب وترسيخ ثقافة الحوار البناء والمشاركة الفعالة لتطوير آليات الحكامة المحلية الجيدة بالدول العربية ورفع التحديات الراهنة المشتركة.

وتناول موضوع الندوة "التدبير الحضري بالمناطق القاحلة" لما تمثله هذه المناطق من بيئات طبيعية قاسية من ارتفاع لدراجة الحرارة  وقلة المياه والأمطار وما يترتب على ذلك من محدودية الحياة النباتية والمراعي الطبيعية وبالتالي يجعل منها مناطق صعبة لحياة الإنسان والحيوان. ولكنها لا تخلو من موارد طبيعية أخرى في مجال الطاقة والطاقة المتجددة.

وعلى ضوء ذلك فإن التدبير الحضري في تلك المناطق يتطلب الأخذ بعين الاعتبار كل هذه الظواهر ووضع أساليب لإدارة الموارد والخدمات وكل مظاهر الحياة بأساليب تختلف عما يطبق في مناطق أخرى، بهدف الوصول لتنمية اقتصادية واجتماعية وبيئية تحقق طموحات سكان هذه المناطق في حياة حضرية تتلاءم مع بيئتهم القاحلة وتعالج تحدياتها .

الندوة وقد عرفت الندوة مشاركة 258 مشاركاً حضروا من عدد من الدول هي : المملكة العربية السعودية، جمهورية مصر العربية ، الجمهورية اليمنية ، جمهورية السودان، المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية اللبنانية بالإضافة إلى ممثلين عن القطاعات الحكومية ذات الصلة ومؤسسات دولية وعمومية وباحثين متخصصين من داخل المملكة المغربية وخارجها.

وموازاة مع أشغال الندوة، تم تنظيم معرض شاركت فيه جماعة العيون وإدارات ومؤسسات عمومية وقطاع خاص ومجتمع مدني من المملكة المغربية.

على هامش الندوة، أجرت البوبة الوطنية للجماعات الترابية حوارات مع:

السيد عبد الله محمد السبيل، تائب مدير المعهد العربي لإنماء المدن   

السيد مولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس المجلس الجماعي للعيون

* السيد عبد الواحد فيكرات، مدير إعداد التراب الوطني بوزارة التعمير وإعداد التراب الوطني

لتحميل توصيات الندوة

لتحميل البيان الختامي للندوة

ورقة عن مدينة العيون

تقع مدينة العيون في الجنوب الغربي للمملكة المغربية على بعد 25 كلم عن المحيط الأطلسي، حيث تمتد فوق هضبة منبسطة تعلو سطح البحر بما يناهز 60 متر، تتميز بمناخ صحراوي معتدل خاضع لتأثيرات المحيط الأطلسي حيث يتراوح معدل الحرارة بها ما بين 16 و 30 درجة ولا يتجاوز حجم التساقطات 60 ملم سنوياً ، وقد خضعت المدينة للاستعمار الاسباني في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي ، وقد عرفت المدينة تطوراً عمرانياً مضطرداً خاصة بعد رجوعها إلى أرض الوطن سنة 1975 م .

وتبلغ مساحة مدينة العيون 110 كلم مربع ويبلغ عدد سكانها حوالي 200 ألف نسمة حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2004 م .أما فيما يتعلق بالأنشطة الاقتصادية التي يزاولها سكان المدينة، نجد في الدرجة الأولى التجارة والمرافق الخدماتية والصناعة التقليدية المحلية بالإضافة إلى الاهتمام بتربية الماشية، الإبل والماعز خارج المدار الحضري للمدينة .

وتجدر الإشارة إلى أن مدينة العيون تشهد إنجاز العديد من المشاريع الهامة من بنيات تحتية وتجهيزات ومرافق عمومية، حيث سيكون لها انعكاسات ايجابية على المستوى الاجتماعي والثقافي والترفيهي والرياضي والخدماتي والسياحي والبيئي .

للمزيد حول مدينة العيون http://www.aulaayoune.ma/def.asp?codelangue=23&info=1275

ورقة عن المعهد العربي لإنماء المدن

المعهد العربي لإنماء المدن، مؤسسة علمية استشارية تهتم بالمدينة في كافة مجالاتها واختصاصاتها وأغراضها وبالمدن العربية والشئون البلدية بصفة خاصة. وهو جهاز منظمة المدن العربية المتخصص في مجالات التدريب والأبحاث والاستشارات والتوثيق وكل ما من شأنه دعم وتحقيق أهداف المنظمة. المعهد منظمة غير حكومية ولا يهدف للربح ،مقره الدائم مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.

للمزيد حول المعهد العربي لإنماء المدن: http://www.araburban.com/

لتحميل عروض الندوة:

المقاربة المجالية: مدخل للتنمية المستدامة للمناطق القاحلة

- الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان واستراتيجية تدخلها

- العمران المستدام والمعلوماتية المكانية في منطقة الجفرة بالصحراء الليبية: منافذ وخيارات المستقبل

- التخطيط الاستراتيجي والعمراني في خدمة التنمية المستدامة: مدينة الداخلة كنموذج

- عرض التنمية الشاملة والمستدامة

- الخرطوم بعيونهم: رؤية بيئية مستقبلية لمدينة الخرطوم

- الموارد الترابية والتنمية المحلية: نحو بناء مشروع حضري بالمناطق القاحلة (دراسة حالات)

- دور اللامركزية في دعم التنمية المستدامة بالمناطق القاحلة

- دور الشركاء في تنمية السياحة البيئية في المناطق الصحراوية في المملكة العربية السعودية

- تحقيق الإستدامة الإجتماعية في المجتمعات الصحراوية

- منهجية تنمية الأقاليم القاحلة كأساس لتنمية إقليم الوسط القاحل في اليمن

مدينة جُبَّةُ في منطقة حائل نموذجا للمراكز الحضرية الناشئة

- الطاقة الحيوية ودورها في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة

- حكومة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في تخطيط وتنظيم منطقة سياحية

المحاور الإقليمية الصحراوية كحل للمشاكل العمرانية 

15/09/2014