جلالة الملك يوجه رسالة إلى المشاركين في تظاهرة "أسبوع صاحب الجلالة الملك محمد السادس بهواي"

هونولولو يوم 29/11/2012

في ما يلي نص الرسالة الملكية٬ التي تلاها٬ يوم الأربعاء٬ السيد محمد أوزين٬ وزير الشباب والرياضة.
 
" الحمد لله٬ والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
 
معالي السيد نيل أبيركرومي٬ حاكم ولاية هواي٬
ممثلي مجلس الشيوخ الموقرين٬
ساكنة ولاية هواي٬
حضرات السيدات والسادة٬
 
أود في البداية أن أجدد لكم سروري البالغ بقرار ولاية هواي إعلان أسبوع يحمل اسم جلالتنا٬ معربا بهذه المناسبة عن شكري الخالص لكم٬ ومن خلالكم لمجلس الشيوخ وساكنة ولاية هواي٬ على هذه المبادرة الكريمة التي تجسد المستوى الرفيع للعلاقات القائمة بين ولاية هواي وجهة الرباط سلا زمور زعير٬ والتي تعكس عمق الصداقة العريقة والتعاون الاستراتيجي اللذين يربطان الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية.
 
وغداة إعادة انتخاب فخامة الرئيس باراك أوباما لولاية ثانية٬ أود التأكيد أننا نتتبع مجهوداته باهتمام كبير وتعاطف عميق٬ كما أننا جد ممتنين له لما يبذله من جهود حثيثة لتنمية التعاون الاستراتيجي الذي أرسيت دعائمه تدريجيا بين بلدينا الصديقين.
 
ومن حسن الطالع أن تصادف كذلك فعاليات هذا الأسبوع٬ الاجتماع الأول للمؤتمر المغربي - الأمريكي حول تطوير الأعمال٬ المزمع عقده يوم 4 دجنبر المقبل بواشنطن٬ والمنبثق عن الحوار المغربي الأمريكي٬ الذي تم إطلاقه في مطلع هذا العام.
 
وبهذا الصدد٬ فإننا واثقون من أن هذا التوجه الجديد الذي بدأ يطبع علاقات التعاون بين بلدينا سيفتح آفاقا واسعة واعدة للشراكة بين الجهات والفاعلين الاقتصاديين والسياسيين٬ ومنظمات المجتمع المدني ومراكز البحث والجامعات المغربية ونظيراتها بالولايات المتحدة الأمريكية.
كما أن من شأن هذا التوجه الجديد٬ المبني على التشاور الدائم والتنسيق الوثيق بين بلدينا حول القضايا الكبرى الوطنية والدولية، أن يسهم في الاستثمار الأمثل لاتفاقية التبادل الحر التي تربط الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية٬ المبرمة سنة 2004.
 
وفي خضم هذا المناخ الإيجابي الواعد٬ فإن ولاية هواي سوف تشكل لا محالة نموذجا لهذا الجيل الجديد من الشراكة٬ ذلك أن اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم التي سيتم التأشير عليها بالأحرف الأولى خلال فعاليات هذا الأسبوع بين قطاعات حكومية ومهنية وجمعوية من المملكة المغربية ونظيراتها في ولاية هواي٬ ستجسد الترجمة العملية لهذه النظرة الاستراتيجية٬ التي أردنا لها أن تطبع مستقبل علاقات بلدينا في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
 
أصحاب المعالي٬
حضرات السيدات والسادة٬
 
إن احتفاء ولاية هواي خلال أسبوع بجلالتنا٬ هو أولا وقبل كل شيء٬ احتفاء بشعب وحضارة جعلا من قيم السلم والتسامح والحوار٬ ومن بناء مجتمع يقوم على مبادئ الحرية والعدالة والتضامن واحترام حقوق الإنسان وصون كرامته٬ ومن الديمقراطية التشاركية٬ ومن الانفتاح على الحضارات الإنسانية الأخرى٬ ثقافة ودينا٬ أساس نموذجها التنموي. وهي نفس القيم التي يتقاسمها الشعبان الأمريكي والمغربي٬ والتي نحرص بمعية فخامة الرئيس أوباما٬ على الدفاع عنها في العالم٬ جنبا إلى جنب مع كافة الأمم والدول التواقة إلى بناء عالم يسوده السلم والإخاء والتسامح والتعاطي السلمي مع النزاعات ويتوخى تحقيق التنمية البشرية المستدامة.
 
ذلك أن العلاقات القوية التي استطعتم بناءها مع المغرب٬ والتي تأسست دعاماتها الأولى منذ سنة 1999٬ بمشاركة وفد هام من الشباب المغربي في المؤتمر الدولي الأول للشباب للألفية الثالثة٬ المنعقد بهنولولو٬ قد توطدت بتعيين بلادنا سنة 2005 لقنصل شرفي للمملكة المغربية في ولاية هواي٬ الشيء الذي ساهم في الارتقاء بالعلاقات القائمة إلى أعلى المستويات بين المسؤولين والفاعلين الاقتصاديين والسياسيين والجمعويين في ولاية هواي مع نظرائهم لجهة الرباط سلا زمور زعير.
 
وقد كان لذلك الفضل في رسم المعالم المستقبلية لعمل هؤلاء المسؤولين والفاعلين٬ والتي تجسدت من خلال القيام بزيارات عمل وبأنشطة مشتركة منتظمة بالرباط وبهنولولو. وتتجلى حصيلة هذه المبادرات اليوم في المكانة المتميزة التي استطاع المغرب أن يتبوأها بكل جدارة لدى صناع القرار بهذه الولاية٬ وعلى رأسهم معالي السيد نيل أبيركرومي حاكم الولاية٬ وكذا لدى أعضاء مجلس الشيوخ المحترمين وممثلي ساكنة الولاية وكافة مكوناتها.
 
وإن المملكة المغربية فخورة بهذه الإنجازات التي تحققت منذ سنة 1999٬ ومعتزة بقرار حاكم ولاية هواي ومجلس الشيوخ٬ ومن خلالهم ساكنة ولاية هواي٬ إعلان أسبوع يحمل اسم جلالتنا.
ونعرب بهذه المناسبة عن الشكر الجزيل الممزوج بالامتنان الصادق للجميع على هذه المبادرة القوية لإعطاء شراكتنا طابعا متميزا خاصا.
ويجدر التنويه أن التقارب الأصيل بين ثقافتينا٬ وعمق تجذر تاريخنا المشترك٬ والالتزام الإرادي الجماعي للفاعلين والقوى الحية للطرفين٬ كلها عوامل ساعدت على بناء رصين وتدريجي لجسور متينة بين ولاية هواي وجهة الرباط سلا زمور زعير.
 
وإنكم بفضل جرأة ونوعية ووجاهة مبادرتكم٬ توجهون رسالة قوية للعالم٬ مفادها أن العائق الحقيقي أمام تطوير علاقات الصداقة والأخوة والتضامن بين الشعوب لا يكمن في بعد المسافات٬ بل في عدم توفر الإرادة وفي غياب الإيمان بوجاهة بناء شراكات مبدعة تحول بنتائجها العملية البعد الجغرافي إلى تقارب إنساني.
 
وأود في الختام٬ أن أهنئ كل من ساهم في بناء جسر الصداقة والإخاء بين بلدينا٬ معربين للجميع عن حرصنا الدؤوب على دعم كل المبادرات الرامية إلى تقويته وضمان استمراريته٬ خدمة لرفاهية ساكنة البلدين.
 
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".