التعاون اللامركزي المغاربي-الألماني: من أجل مدن مستدامة

أكد السيد حسن فاتح، العامل مدير الممتلكات بالمديرية العامة للجماعات المحلية، أن الدستور والجهوية المتقدمة والتي بدأ تنزيلهما على أرض الواقع، يمنحان فرصة حقيقية للجماعات الترابية للاستثمار في مجال التعاون اللامركزي والاستفادة منه في مختلف قطاعات التدبير العمومي المحلي.

حسن فاتحكان ذلك في كلمته أثناء الجلسة الافتتاحية للندوة التي نظمت بمدينة بامبرغ بألمانيا ما بين 04 و 06 شتنبر 2016، بهدف تفعيل التعاون اللامركزي بين الجماعات المغاربية ونظيرتها الألمانية.

وأضاف السيد العامل أنه ومنذ انطلاق برنامج دعم المدن والبلديات بالفضاء المغاربي  CoMun سنة 2010 عرف تطورا كبيرا في مكوناته وتنوعا في أنشطته، ما يشهد على الشراكة المثالية بين المديرية العامة للجماعات المحلية والتعاون الألماني وعلى قوة علاقات التعاون بين المملكة المغربية والجمهورية الفدرالية لألمانيا.

وأشار السيد طوماس سيلبغورن، وزير الدولة بالوزارة الفدرالية للتعاون الاقتصادي والتنمية، أن التعاون اللامركزي بين الجماعات المغاربية ونظيرتها الألمانية يشكل قوة كبيرة للتنمية. وأكد أن المغرب وألمانيا يتعاونان بشكل جيد في مجموعة من المجالات، خاصة السياحة،  ووزارته مدعوة إلى دعم التعاون وتبادل الخبرات بين الجماعات للقيام بمشاريع سوية.

الجلسةوتميزت الجلسة الافتتاحية بتقديم هدايا للشركاء الألمان من طرف البعثة المغربية خاصة الرؤساء والمنتخبين بالجماعات المشاركة في هذه الندوة.

وانعقدت بعد ذلك جلسة مناقشة حول موضوع "التخطيط والعفوية كأقطاب متناقضة للحياة الواقعية".

وتواصلت أشغال الندوة في اليوم الثاني بتحديد التحفيزات، الانتظارات والانشغالات لمختلف المدن الشريكة بخصوص التعاون اللامركزي، وتميز كذلك بتقديم أهداف التنمية المستدامة والتي تشكل إطارا للشراكة بين الجماعات لإنعاش المدن المستدامة.

وتم تحديد أربعة أهداف للتنمية المستدامة والتي لها علاقة بالتدبير اليومي للمدن، يتعلق الأمر بـ:

* الهدف 7: طاقة نظيفة بسعر معقول

* الهداف 11: مدن وجماعات مستدامة

* الهدف 12: استهلاك وانتاج

* الهدف 16: سلام، عدالة ومؤسسات فعالة

وانعقدت فيما بعد أوراش حول مواضيع مختلفة (تدبير النفايات، التحكم في الطاقة، التنقلات الحضرية، إعادة تأهيل المدن العتيقة، الحكامة المحلية التشاركية) ناقشت أهداف التنمية المستدامة السالفة الذكر وعلاقتها بمشروع "التعاون اللامركزي بين المدن المغاربية والألمانية".

وتميز اليوم الثاني من الندوة كذلك بتقديم عروض من طرف الدول المشاركة (المغرب، تونس، الجزائر وألمانيا)، حول سياق تدخل الجماعات الممثلة للدول المعنية بهدف معرفة إطار عملها اليومي.

الاطاروفي هذا الاطار، قدم المغرب نموذجه الجديد للجهوية المتقدمة من خلال نبذة تاريخية موجزة للفترة الممتدة ما بين 1960 و2015 سنة اصدار القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية، مرورا بدسترة الجهوية المتقدمة سنة 2011، كما تم التركيز على مستجدات القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية.

وخصص اليوم الثالث من الندوة للجانب العملي لمشروع التعاون اللامركزي: الانطلاقة، التركيبة والمواعيد. وتم تحديد شهر أكتوبر 2016 كأجل لإبرام مشاريع الشراكة بين الجماعات المغاربية والألمانية. وسيتم تنفيذ هذه المشاريع في الفترة الممتدة ما بين أكتوبر 2016 ويونيو 2018 على أن تعقد لقاءات للتقييم سنة 2017.

واجتمع شركاء الجانبين بشكل ثنائي من أجل اطلاق مشاريع مشتركة، وفي هذا الاطار عقدت جماعات بني ملال واكادير وبنسليمان علاقات شراكة مع مدينة بامبرغ حول مشاريع متعلقة بالتحكم في الطاقة في مجال الانارة العمومية. فيما عقدت جماعة شفشاون اتفاق شراكة مع جماعة تريي الألمانية حول مشروع استعمال النظام المعلوماتي الجغرافي لتثمين تدبير الإنارة العمومية.

بالموازاة مع ذلك، اجتمع الممثلون المؤسساتيون للبلدان المشاركة في إطار لجنة توجيه من أجل التباحث حول الامكانيات الكفيلة بتكثيف التبادل وتقوية القدرات في مجال التدبير الحضري بالجماعات المغاربية وتعزيز الأنشطة لبلوغ اهداف التنمية المستدامة.

وتكونت البعثة المغربية من رؤساء جماعات ومنتخبين ومن مسؤولين ممثلين عن المديرية العامة للجماعات المحلية.

التعاونوجدير بالذكر أن مشروع "التعاون اللامركزي بين المدن المغاربية والألمانية" أعطيت انطلاقته في أبريل 2016. وجاء لمواصلة ما حققه برنامج تطوير المدن والبلديات بالفضاء المغاربي  CoMun بنفس التوجه لتبادل وتقاسم المعارف والممارسات الجيدة، من أجل تنفيذ مختلف المشاريع المصادق عليها في طلب المشاريع والمتعلقة بالتنمية الحضرية وتحديث الهياكل الإدارية المحلية والتي أطلقت في الدول المغاربية الثلاث السالفة الذكر في ماي 2015.

وتم تبني مشاريع 18 مدينة مغربية من خلال خلالطلب المشاريع، وسيتم تنفيذ هذه المشاريع بالاستفادة من الخبرة الألمانية عبر تسهيل التبادل بين خبراء الجماعات المغربية والألمانية.

للإشارة فبرنامج برنامج تطوير المدن والبلديات بالفضاء المغاربي  CoMun يعرف مشاركة 26 مدينة تتبادل وتتعاون فيما بينها في مجال التدبير المحلي في ميادين النقل الحضري، تدبير النفايات، تأهيل المدن العتيقة، التحكم الطاقي، الحكامة المحلية التشاركية، وذلك في إطار شبكات موضوعاتية بانخراط كل جماعة في 3 شبكات على الأقل.

20/09/2016