"الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه
صاحبة السمو الملكي،
حضرات السيدات والسادة،
يطيب لنا، بمناسبة انعقاد المجلس الاستشاري للأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن نتوجه بعبارات الترحيب إلى كافة المشاركين فيه من ممثلي الدول الشقيقة، راجين لهم طيب المقام خلال هذه الدورة بوطنهم الثاني، المغرب، متطلعين معهم إلى تحقيق خطوة جديدة، نحو بلوغ الأهداف الإنسانية النبيلة لهذه المؤسسة المرموقة.
ونود في البداية، أن نشيد بالجهود الموفقة والحثيثة التي تبذلها عمتنا الجليلة، صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أمينة. فإليها يرجع الفضل في تأسيس الأولمبياد الخاص المغربي. وما فتئت سموها تعمل على توسيع نشاطه، حتى أصبح من أقوى الهيئات المعروفة بالمنطقة، سواء بالنظر إلى عدد المشاركين فيه، من مؤسسات وجمعيات معنية بالأشخاص المعاقين، أو بالنظر إلى الدورات الرياضية التي نظمها حتى الآن.
وإن إضفاءنا لرعايتنا السامية على انعقاد مجلسكم الموقر، لتعبير عن الاهتمام الكبير الذي نوليه لكل الأعمال الخيرة، الهادفة إلى تحرير الطاقات الإنسانية، التي تعاني الإعاقة، مهما كانت مظاهرها، والتي تسائل الضمائر الإنسانية بلغتها المؤثرة.
ومن منطلق حرصنا على تفعيل سياسة التضامن، والقضاء على التهميش والإقصاء والإعاقة كان إشرافنا المباشر على جعل مؤسسة محمد الخامس للتضامن، قاطرة للعمل الاجتماعي التطوعي، باعتمادها مختلف أشكال الشراكة والتعاون مع كل مكونات المجتمع، ولاسيما منها الفعاليات الجمعوية، التي نشيد بإسهامها في هذا المجال.
وإننا لعازمون على مواصلة تحقيق المزيد من المنجزات في مجالات التربية والتكوين والتأهيل والإدماج، تجاوباً مع ما يتحلى به شعبنا الأبي، من تشبع بقيم ديننا الحنيف، في الحث على التضامن والتعاون على البر والتقوى، وحرصاً منا على تحقيق المواطنة الكريمة، وترسيخ حقوق الإنسان، ثقافة وممارسة.
كما عملنا على إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، باعتبارها مشروعاً استراتيجياً، يجسد إرادتنا الراسخة في تأهيل الموارد البشرية، وجعل الإنسان في صلب التنمية. وذلك من خلال تعبئة الجهود وتضافرها، لمحاربة كل مظاهر الإقصاء والتهميش، ولا سيما لذوي الخصاصة والإعاقة، وترسيخ مظاهر التكافل الاجتماعي. إيماناً منا بأن الإعاقة ليست قدراً محتوماً، بقدر ما هي نوع من القصور يمكن التغلب عليه. غايتنا المثلى تحقيق الكرامة للجميع، وإعطاء ذوي الإعاقة الذهنية أو البدنية الفرصة ليصبحوا مواطنين مندمجين في حركية المجتمع، في شتى مظاهرها إنتاجاً وإبداعاً، وتجسيداً للذات، لاسيما والتكنولوجيا المتطورة تتيح لنا الكثير من الإمكانات، لجعل انخراط المعاقين في مجتمعهم أمراً متاحاً.
وليس هناك دلالة أقوى في ردم الهوة بين الأسوياء وبين المعاقين، في مجال المساواة وتكافؤ الفرص، من جعل هؤلاء المعاقين يمارسون الرياضات المختلفة، التي هي مظهر أساسي للاندماج الاجتماعي، ورد الاعتبار للإنسان المحروم من بعض قواه.
لذلكم، نعتبر عمل الأولمبياد المغربي الخاص مساهمة فعالة ومشكورة، في هذا المسار النبيل. وهو ما مكن المغرب من تنظيم تظاهرات رياضية، خاصة بالمعاقين كل سنة، علاوة على مشاركتهم في مختلف الألعاب الدولية والقارية، بصورة لافتة للنظر، مع ما تقتضيه هذه المشاركة المنتظمة، من مجهودات تنصب في إحاطة كل الرياضيين الممارسين، بالعناية الصحية الخاصة، وبتأطيرهم بالفعاليات الملائمة والمؤهلة.
ولا يفوتنا في هذه المناسبة، أن ننوه بالأهداف المثلى التي ما فتئ الأولمبياد الدولي الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، يكرس جهوده الحثيثة لبلوغها، واثقين في أنكم ستحققون ما تتوخونه، من بعث دينامية جديدة لبلوغ الغايات المرجوة، سائلين الله تعالى أن يسدد خطاكم، ويكلل عملكم بالنجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".