نص الكلمة السامية التي ألقاها جلالة الملك محمد السادس خلال حفل الغداء الذي أقامه على شرف جلالته رئيس مجلس الوزراء الايطالي

روما يوم 14/04/2000

السيد رئيس المجلس
أصحاب المعالي
حضرات السيدات والسادة
أود في البداية أن أعرب لكم عن عميق شكرنا وامتناننا على كرم الضيافة التي هي من التقاليد العريقة للشعب الايطالي وعلى الحفاوة البالغة وحسن الاستقبال اللذين حظينا بهما منذ وصولنا إلى الربوع الايطالية.
السيد رئيس المجلس
إن زيارتنا لبلدكم العريق لدليل على العلاقات المتميزة بين بلدينا الصديقين هذه العلاقات التي نوليها اهتماما كبيرا ونتطلع لان تكون في مستوى الطموحات والامال التي تحدونا في خلق تنمية مشتركة كفيلة بضمان رفاهية وازدهار شعبينا.
إن الطابع المؤسساتي وانتظامية اللقاءات والمشاورات بين مختلف مؤسسات البلدين يمكننا من وضع الآليات الإضافية الكفيلة بتعزيز فرص التشاور في مختلف الميادين ذات الاهتمام المشترك سواء على المستوى الاقليمي أو الدولي.
إن التعاون المغربي – الايطالي تحكمه عدد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون التي تغطي مختلف المجالات وكذا الروابط الثقافية والانسانية تجعل من الارادة المشتركة للتعاون نموذجا ديناميكيا للتبادل في انسجام تام مع تاريخ الشعبين.
وإذا كنا نتطلع إلى تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين فان الرصيد الحالي يبعث على الارتياح ذلك أن إيطاليا تأتي في الدرجة الرابعة للشركاء الأوروبيين وتعتبر الزبون الخامس للملكة المغربية كما أن عدد المقاولات الايطالية في المغرب يبلغ 125 مقاولة يغطي ميادين متعددة من تجميع السيارات والبنيات التحتية من سدود وطرق وموانئ مرشح للارتفاع.
السيد رئيس المجلس
لقد قطع المغرب مراحل هامة على مستوى تحرير الاقتصاد وعصرنة النظام الجبائي والقطاع المالي. كما أن إمكانيات المغرب المتعددة سواء على المستوى الاقتصادي أو على مستوى الموارد البشرية من شأنها أن تكون حافزا قويا لدفع العلاقات المغربية – الايطالية إلى مستويات جديدة وتأسيس شراكة غنية ومتنوعة.
إن المغرب بحكم موقعه الجغرافي وبنشاط الفاعلين الاقتصاديين يشكل قطبا جذابا للاستثمارات خاصة بالنسبة لرجال الأعمال الايطاليين الذين يبحثون عن فرص للاستثمار وعن أسواق جديدة وواعدة.
إذا كان المغرب الذي أصبح يتوفر على أرضية جديدة وتكون لديه رصيد من المعرفة بالتعامل مع التكنولوجيا وأصبح في مقدوره التحكم فيها فان إيطاليا مدعوة لتكثيف مبادراتها من أجل نقل هذه التكنولوجيا التي تحتاجها القطاعات الاقتصادية الحيوية. كما أن الأبناك الايطالية مدعوة إلى حضور فعال ومكثف لدعم نشاط الفاعلين الاقتصاديين في المغرب في المجالين الانتاجي والتجاري.
إن علاقتنا ينبغي أن ترتقي بالميدان الثقافي بالنظر إلى العمق الحضاري والاشعاع الثقافي لايطاليا والتفتح الذي طبع دوما المملكة المغربية. والمغرب يتطلع إلى الاستفادة من الخبرات التي تزخر بها أيطاليا في المحافظة على التراث وتعزيز التبادل الثقافي وفتح مراكز ثقافية إيطالية.
السيد رئيس المجلس
إن الجالية المغربية المقيمة في الديار الايطالية والتي تعد من أهم جاليتنا في بلدان الاتحاد الأوروبي تضفي على علاقاتنا بعدا إنسانيا سيعمل على خلق تفاهم أكبر وتقارب أعمق بين شعبينا.
إن كرامة ورفاهية رعايانا المقيمين في الخارج كانت تشكل لدى والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني تغمده الله بواسع رحمته كما تشكل بالنسبة الينا أنشغالا متواصلا في علاقتنا مع البلدان المضيفة لهذه الجالية ولنا كامل الثقة في السلطات الايطالية في توفير وضمان شروط حياة كريمة وامنة لهم بعيدا عن العنف وانتشار العنصرية ورفض الاخر .
السيد رئيس المجلس
إن الحركة التي يعرفها العالم في خلق تكتلات ذات طابع اقتصادي تجعلنا نهتم بمد جسور التعاون والتواصل بين شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط. ومن هذا المنطلق يشكل الاندماج الاقليمي في نظر المغرب الأسلوب الأمثل والأنجع لتعميق أسس السلام والاستقرار وضمان التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
حضرات السيدات والسادة
أدعوكم للوقوف احتراما وتقديرا للسيد رئيس مجلس الوزراء متمنيا للشعب الايطالي الصديق كل التقدم والرفاه.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.