جلالة الملك يوجه الأمر اليومي للقوات المسلحة الملكية بمناسبة الذكرى ال 51 لتأسيسها

الرباط يوم 14/05/2007

وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية ، اليوم الاثنين ، الأمر اليومي لأفراد القوات المسلحة الملكية وذلك بمناسبة الذكرى الواحدة والخمسين لتأسيسها.
 وفي ما يلي نص هذا الامر اليومي:
   "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه،
معشر الضباط وضباط الصف والجنود،
بمشاعر الغبطة والرضى يسرنا أن نتوجه اليكم أفراد قواتنا المسلحة الملكية بكل مكوناتها البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي في هذا اليوم الأغر، وأنتم تخلدون الذكرى ال51 لتأسيس القوات المسلحة الملكية، لننوه بما تقومون به من جليل الأعمال وما تقدمونه من تضحيات جسام حيث استطعتم بفضل ماتتحلون به من روح وطنية وحسن سلوك وما تتمتعون به من مهنية ومهارة عالية أن تعبروا عن وفائكم الدائم وتجندكم المستمر لأداء مهامكم النبيلة تنفيذا للتعليمات السامية لقائدكم الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
معشر الضباط وضباط الصف والجنود،
إن إشرافنا المباشر على تدبير شؤون قواتنا المسلحة الملكية جعلنا نلمس عن قرب مدى تعلقكم المتين بشعاركم الخالد وبقيمه السامية والذي يعد مصدر قوتكم وانضباطكم ،كما أن تلبيتكم الدائمة لنداء الواجب بكل تضحية وتفاني مكنتكم ، من خلال ممارستكم لمهامكم النبيلة، أن تحظوا بكل تقدير وتنويه من قائدكم الأعلى ومن وطنكم بلغ مداه باقي الدول والأمم، وذلك بفضل بلائكم الحسن في مجالات عديدة ذات أبعاد إنسانية واجتماعية داخل الوطن وخارجه والتي أبنتم خلالها بيقظتكم المستمرة وتأهبكم الدائم على مصداقية في العمل ونجاعة في التدخل.
وإننا لنستغل هذه المناسبة الغالية لننوه بتجريداتنا التي تواصل عملها ضمن القوات المتعددة الجنسيات المتواجدة في مناطق مختلفة حيث تقوم بمسؤولياتها كاملة بفعالية واحترافية قصد تحقيق الأمن والسلام والدفاع عن الشرعية الدولية وعن القيم الإنسانية النبيلة كما هو الحال في البوسنة وكوسوفو وجمهورية الكونغو الديموقراطية والكوت ديفوار.
كما لايفوتنا التنويه بما قدمته مؤخرا التجريدة المغربية بمنطقة كازامانس بجمهورية السينغال الشقيقة، من مساعدات في مجال إزالة الألغام وفي المجال الطبي الإنساني، فاستحقت كل التقدير والتنويه وبذلك أضافت صفحة ذهبية أخرى إلى سجل قواتنا المسلحة الملكية الحافل بالأمجاد والمفاخر.
معشر الضباط وضباط الصف والجنود،
إن هدفنا الأسمى هو أن تكون قواتنا المسلحة الملكية بجميع مكوناتها البرية والبحرية والجوية والدرك الملكي على الدوام في تطور مستمر وأن تواكب التحولات التي يعرفها المجال العسكري وأن تأخذ بأساليب التكنولوجيا الحديثة وتصقل معارفها حتى تنهض بمهامها على أحسن وجه. وفي هذا السياق فإن اهتمامنا بالتكوين المستمر لينبع من حرصنا الدائم على توفير السبل والوسائل الضرورية لبلوغ هذا المطمح الجليل وذلك عبر تطوير مناهج التكوين والتدريب داخل المعاهد والمدارس العسكرية لجعلها في مستوى المهام المتعددة المنوطة بها وكذلك لتحسين كفاءة العنصر البشري حتى ينهل من مختلف مشارب العلم والمعرفة.
وفي إطار تجهيز قواتنا المسلحة الملكية على المدى المتوسط والبعيد فقد تم وضع خطة مندمجة لتحديث عتادها وآلياتها وتحسين بنيتها التحتية وذلك لتبقى بمثابة العين الساهرة على أمن المواطنين ولتظل درعا واقيا لحماية الوطن والدفاع عن مقدساته ومكتسباته.
هكذا وقد حرصنا منذ أن تقلدنا الأمانة الكبرى على تتبع مختلف الأنشطة التي تقومون بها وفق تعليماتنا السامية وتوجيهاتنا الرشيدة جاعلين نصب أعيننا تحسين ظروف عيشكم بتوفير الوسائل والآليات الضرورية لدعم المشاريع الاجتماعية سواء لفائدة المتقاعدين عبر مؤسسة الحسن الثاني لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين وأيتام الشهداء أو لفائدة أفراد قواتنا المسلحة الملكية وذلك بوضع مشاريع متكاملة تأخذ بعين الاعتبار المتطلبات الملحة كتوفير السكن اللائق لأسرهم والاهتمام والعناية بظروفهم الاجتماعية.
معشر الضباط وضباط الصف والجنود،
نسأل الله عز وجل أن يبارك في أعمالكم ويسدد خطاكم على الطريق الصحيح التي رسم وجهتها محرر البلاد ومؤسس القوات المسلحة الملكية جدنا المغفور له صاحب الجلالة محمد الخامس رحمة الله عليه ووالدنا المنعم باني المغرب الحديث صاحب الجلالة الحسن الثاني طيب الله ثراه متضرعين للعلي القدير أن يشملهما برحمته الواسعة ويسكنهما فسيح جناته مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وأن تبقى ذكراهما حية في نفوسنا وسيرتهما العطرة نبراسا مضيئا في أفق مغربنا الحديث.
كما نسأل العلي القدير أن يتغمد برحمته شهداءنا الأبرار الذين وهبوا أرواحهم دفاعا عن حوزة الوطن وكرامته في سبيل الحفاظ على وحدته وأمنه وسلامته.
كما ندعوه عز وجل أن يعينكم ويثبت أقدامكم للسير قدما على نهج من سبقكم في خدمة هذا البلد الأمين محافظين على التقاليد الموروثة والثوابث الوطنية متجاوبين مع كل تطور من شأنه أن يصون المبادئ الأساسية التي تخدم الوطن وتحافظ على قيمه المقدسة سائلين الله تعالى أن يكلل أعمالكم بالنجاح والتوفيق متشبثين على الدوام بالوفاء لشعاركم الخالد الله الوطن الملك.    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".