نحن مطالبون بتقييم ما تم تحقيقه لحد الآن في إطار ورش التخطيط الجماعي لأجل التحضير للمستقبل

اعتبر السيد الوالي المدير العام للجماعات المحلية، علال السكروحي، في حديثه خلال افتتاح أعمال الورشة التشاورية حول التطهير السائل بالعالم القروي أن " البرنامج الوطني للتطهير السائل بالعالم القروي  PNAR  يندرج ضمن مجموعة الأوراش بالمغرب التي تهدف إلى تعميم الماء والكهرباء وتحسين الولوج إلى التعليم والخدمات الصحية".

وأضاف بأن وزارة الداخلية أطلقت، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، برنامج التأهيل الترابي الذي يهدف إلى تحسين هذه المؤشرات في المناطق النائية والمعزولة.

كان ذلك خلال الورشة التي نظمتها المديرية العامة للجماعات المحلية بمقرها بالرباط يوم 21 فبراير 2013 حول "التطهير السائل بالعالم القروي: أية آفاق للتنمية"، والتي خصصت للتشاور حول المرحلة الثانية من الدراسة التي تباشرها المديرية العامة بدعم من الإتحاد الأروبي بخصوص مشروع "البرنامج الوطني للتطهير بالعالم القروي".

واشار السيد الوالي في كلمته إلى أنه لا تزال هناك صعوبات بالمدن والقرى في ما يخص الولوج إلى الماء والتطهير السائل لأنها ميادين مكلفة، ففي المغرب ما يقارب  40% من الساكنة تقطن بالعالم القروي، 60 %  منها في مناطق جبلية. ودعا إلى البحث عن نماذج غير ممركزة تتماشى وخصوصيات كل منطقة، حيث لا يجب التفكير فقط في الربط عبر الشبكة الوطنية للتطهير السائل كما دعا إلى إشراك الجامعة في ذلك، معلنا أن "تحسين مستوى عيش الساكنة ونسبة ولوجها للخدمات الاجتماعية من الأولويات التي تعمل عليها الوزارة". 

ولم تفت الفرصة السيد الوالي ليذكر الخبراء والحاضرين بالأخذ بعين الاعتبار، أثناء برمجة التطهير السائل بالعالم القروي، الإصلاحات التي يعرفها المغرب في الجانب المؤسساتي و الجانب المالي من خلال القوانين المرتقبة المنظمة للجهوية كإحداث صندوق التكافل الاجتماعي الذي نص عليه الدستور.

وحيت السيدة كاميلا سويكا، الوزيرة المستشارة رئيسة مساعدة بالمفوضية الأوربية بالرباط، في كلمتها المجهودات التي يقوم بها المغرب في إطار البرنامج الوطني للتطهير السائل PNA والبرنامج الوطني لتزويد العالم القروي بالماء الشروب PAGER، مؤكدة أن الإتحاد الأروبي يواكب المغرب نظرا لإلتزامه وللتقدم الكبير الذي أحرزه في ورش التطهير السائل. وقالت إن من بين أهداف اللقاء بحث كيفية ديمومة ولوجية الساكنة القروية إلى التطهير السائل.

وفي مداخاتها، تحدثت السيدة بريث، مكلفة بالتعاون لدى السفارة الألمانية بالمغرب، عن حق المواطن في الماء والكهرباء اللذان يعتبران من أبسط ضروريات العيش. وقالت بأن التطهير بصفة عامة هدف من أهداف الألفية الثالثة، وله وقع مباشر على الصحة و على تمدرس الفتيات في العالم القروي. ودعت بدورها إلى البحث عن حلول مناسبة و دائمة لبرنامج  .PNAR  وأكدت في الأخير على أن التعاون الألماني كما هو الحال بالنسبة للتعاون الأوربي سيواكب المغرب من أجل تفعيل برنامج التطهير السائل بالعالم القروي و"نريد جميعا أن ينجح المغرب في هذا الورش كما نجح في برنامج PNA و PAGER  في فترة وجيزة، وسنعمل ما في وسعنا لتحقيق ذلك".

حواربعد ذلك، قدم فريق الخبراء  المكلف بالدراسة حول مشروع "البرنامج الوطني للتطهير بالعالم القروي" والذي تخطى مرحلة التشخيص في أكتوبر 2012، التوجهات الإستراتيجية للبرنامج والاختيارات الممكنة للمشروع بايجابياتها وسلبياتها، وطرحها أمام  مختلف الفاعلين والمتدخلين بالقطاع قصد مناقشتها.

لكن قبل ذلك عرجوا على المرحلة الأولى من المشروع والتي تجلت في التشخيص، وهي المرحلة التي خلصت إلى أن:

التطهير في العالم القروي يهم قطاعات وفاعلين متعددين ومختلفين، كالصحة والتعليم...

الساكنة القروية معروفة بالتباعد والانتشار،  ما يشكل تحديا حقيقيا للبرنامج.

* يجب إيجاد نماذج مختلفة ومتنوعة وملائمة لجميع الحالات.

أما بالنسبة للمرحلة الثانية فقد عرض الخبراء  الخيارات الاستراتيجية للمشروع ، حيث قدموا التركيبة المؤسساتية ونماذج التدخل، تلتها نقاشات الحضور.

مشاركونوأشار مختلف المتدخلين إلى أهمية الأخذ بعين الاعتبار النسيج الجمعوي، الذي يلعب دورا في تحسيس الساكنة، وتعميق النقاش حول شركات التنمية المحلية كنمط للتدبير، والانتباه إلى مقاربة النوع في الإنجاز، والاستفادة من تجربةPNA  .

بعد ذلك، تم طرح السيناريوهات التقنية والاقتصادية حول المشروع، حيث تم التطرق إلى سلسلة التطهير وحلقاتها مع تقديم إيجابيات وسلبيات النماذج التقنية الخاصة بكل حلقة وإلى الكلفة المتعلقة بكل سيناريو حلى حدة.

وعرضت هذه السيناريوهات للنقاش مع الحاضرين، وتم الإجماع على أن لكل منطقة من المناطق القروية بالمغرب خصوصياتها وتحتاج إلى تقنية ملائمة لها.

وتجدر الإشارة إلى أن اللقاء عرف حضور ممثلين عن مندوبية الإتحاد الأوربي بالرباط وعن بعض العمالات والأقاليم والجماعات القروية و القطاعات الحكومية ووكالات الأحواض المائية المعنية، بالإضافة إلى بعض وكالات توزيع الماء والكهرباء وممثلين عن التعاون الدولي بالمغرب.

22/02/2013