ميدان الصفقات العمومية شكل موضوع اصلاحات عميقة في السنوات الأخيرة والمرسوم الجديد للصفقات العمومية جاء في إطار تنزيل مبادئ دستور المملكة

أوضحت السيدة العامل، مديرة تكوين الأطر الإدارية والتقنية بوزارة الداخلية، نجاة زروق، أن تعزيز القيادة النسائية بالجماعات الترابية خيار لمواكبة ديناميكية الإصلاحات الكبرى التي أطلقها جلالة الملك وتنزيل لمضامين الدستور، واستشراف لرؤية حديثة لبناء دولة عصرية قوامها احترام الحريات والعدالة الاجتماعية، من خلال التعبئة والانخراط الفعلي للمرأة التي أضحت في المغرب شريكا استراتيجيا للرجل في جميع الميادين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية.

افتتاح 

كان ذلك في كلمة افتتاح الندوة الجهوية الرابعة حول موضوع "إنعاش القيادة النسائية على مستوى الجماعات الترابية المغربية" لفائدة النساء المنتخبات والأطر العليا بجهة الرباط سلا زمور زعير، التي نظمتها المديرية العامة للجماعات المحلية يوم الخميس 13 يونيو بمقرها بالرباط.

 وأضافت السيدة العامل أن اعتماد مقاربة النوع في ميزانية الدولة واتخاذ تدابير لتعزيز مكانة المرأة في البرلمان والجماعات الترابية، توجت بمنح المغرب جائزة هيئة الأمم المتحدة لسنة 2013 في مجال إدماج مقاربة النوع عبر التكوين ودعم قدرات الجماعات الترابية.

ممثلة  من جهتها، أبرزت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للنساء في شمال إفريقيا، السيدة ليلى الرحيوي، بأن التزام المغرب لإنعاش القيادة النسائية أصبح يشكل ممارسة جيدة على الصعيد العالمي، وأن تشجيعه لمشاركة المرأة في مراكز القرار بوأه مكانة الريادة على المستوى الإقليمي في هذا الميدان. وأكدت أن قضية المشاركة السياسية للمرأة وحضورها في الهيئات المنتخبة وطنيا ومحليا وفي مراكز القرار هو في صلب اهتمام الهيئة الأممية، وذلك من خلال الشراكة التي تجمعها مع وزارة الداخلية لتعزيز قدرات النساء المنتخبات.

لبينا إلدير وعبرت ممثلة التعاون الدولي الألماني بالمغرب، السيدة أنا لبينا إلدير، عن سعادة بلادها للمشاركة ودعم سلسلة الندوات الجهوية لفائدة النساء بالجماعات الترابية، وقالت بأن مشروع النوع يدعم المغرب منذ 2003 لتحقيق المساواة بين الجنسين. كما أوضحت أن القيادة تحتوي على قيم وتمارس في إطار تضامني وأن المرأة القائدة التي لها رؤيا واضحة لتغيير مجتمعها يمكن أن تحقق أهدافها بالتشبيك الذي يتيح تبادل التجارب ودعم الخبرات.

بعد ذلك قدمت السيدتان لطيفة اجبابدي، المستشارة في مقاربة النوع وحقوق الإنسان والمختصة في علم الاجتماع، والسيدة نزهة العلوي، محامية وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد العمل النسائي، عروضا حول مكتسبات المرأة في ضوء الدستور الجيد ودور التشبيك في تعزيز مكانتها.

وقالت السيدة اجبابدي أن ماحضيت به المرأة المغربية في الدستور الجديد جاء تتويجا لنضال الحركات النسائية وللإصلاحات التي باشرها المغرب للمزيد من التقدم الديمقراطي. وذكرت بالجديد الذي جاءت به الوثيقة الدستورية كتكريس مبادئ المساواة في الحقوق والحريات والآليات المؤسساتية لتعزيز مكانة النساء، كما عرضت رهانات وتحديات التفعيل. 

أما السيدة العلوي، فقد ذكرت بمكتسبات المرأة المغربية خلال العشر سنوات الماضية من مدونة الأسرة والانتخابات وقانون الجنسية وغيرها، وركزت على مبادئ التشبيك ودوره في رص الصفوف وتعزيز الترافع للحصول على الأهداف، ودعت المنتخبات لإحداث شبكات للمزيد من التمثيلية داخل المجالس المنتخبة ولمزيد من المكتسبات الديمقراطية

وفي مداخلتها، نوهت السيدة بيكونا لزاكباستير، رئيسة مصلحة القيادة والحكامة بهيئة الأمم المتحدة للنساء "ONU-Femme"، بأهمية الدستور المغربي الذي جاء بمواد عدة تكرس مبدأ المساواة وتعزز مكانة المرأة. وقالت بأن تمكين النساء ينعكس إيجابيا حتما على مستوى الخدمات العمومية المحلية والحكامة المحلية. لهذا، فإن ONU-Femme تعمل على مواكبة المؤسسات والمجتمع المدني من أجل دعم مكانة المرأة بالمجتمعات من خلال دعم الشبكات والتدريب وتقوية القدرات.

وتواصلت أشغال الندوة عبر تقديم شهادات لنساء مغربيات متميزات حول مسارهن، حيث تدخلت كل من السيدة مليكة ملياني "السيدة ليلى"، صحافية، والسيدة زكية الميداوي، مديرة التعاون متعدد الأطراف والشؤون الاقتصادية والدولية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، والسيدة امينة ايت عبد الرحمان عن فدرالية العصبة المغربية لحقوق النساء، والسيدة فاطمة البحراني، النائبة الثالثة لرئيس المجلس الجماعي لهرهورة.

وبعد مناقشة الحاضرات لجميع المداخلات، خلصن إلى عدة توصيات نذكر من بينها:

         * وضع الآليات والميكنزمات وخلق بيئة إيجابية لتمكين النساء بالمجالس المنتخبة والوظيفة العمومية،

         * ضرورة الدعم المتواصل ومتعدد المستويات،

         * المزيد من التكوين ودعم القدرات،

         *  ضرورة التشبيك لتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب،

         *  الاستغلال الأمثل لتقنيات التواصل.

يذكر أن هذه الندوة هي الرابعة من نوعها بعد الندوات التي تم تنظيمها بجهات كلميم السمارة ومراكش تانسيفت الحوز والعيون بوجدورالساقية الحمراء، بشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة والتعاون الدولي الألماني ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة بإفريقيا وشبكة النساء المنتخبات المحليات بإفريقيا وسفارة فنلندا بالرباط.

وتأتي هذه الندوات لمواكبة الإصلاحات التي باشرتها المملكة من أجل النهوض بوضعية المرأة وإنعاش القيادة النسائية المحلية وتثمين النساء المغربيات المتميزات في مسارهن المهني.

حضرت هذه الندوة السيدات المنتخبات المحليات على مستوى جهة الرباط سلا زمور زعير، والأطر العليا بالجماعات الترابية بنفس الجهة، والنساء المسؤولات بوزارة الداخلية وبعض النساء المغربيات ذوات المسار المهني المتميز.

14/06/2013