منتدى القيادات النسائية المغاربية للسلام والتنمية المستدامة فضاء لترسيخ المشترك الثقافي والروحي لتحقيق التسامح والتنمية ببلدان المغرب العربي

أكد السيد والي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء وعامل إقليم العيون، خليل الدخيل، على أنه من غير الممكن إرساء دولة الحق والقانون دون دعم مكانة المرأة في العمل السياسي. كما ذكر بالدور الكبير الذي تلعبه المرأة بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء في الميدان السياسي والإجتماعي، مما يؤكد تواجدها على الصعيد الجهوي والوطني وأيضا على الصعيد الدولي.

كان ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى المغاربي الثالث للمنتخبات والفعاليات النسائية المغاربية الذي حضي بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والذي نظمته جمعية الساقية الحمراء للنهضة النسوية بمدينة العيون يومي 22 و23 ماي 2013، بتعاون مع المديرية العامة للجماعات المحلية  وبدعم من مجموعة من الشركاء تحت شعار "القياد النسائية والقواسم المشتركة الثقافية والروحية أرضية لترسيخ التسامح وتحقيق التنمية وبناء الوحدة المغاربية".

وأضاف السيد الوالي أن اختيار المغرب لتنظيم هذا الملتقى جاء نتيجة الجهود التي قام بها في ميدان تعزيز القيادة النسائية، ولاقتناعه بأهمية إشراك كل فئات المجتمع نظرا لدورها في بناء التنمية.

وألقت السيدة نجاة زروق، العامل مديرة تكوين الأطر الإدارية والتقنية بوزارة الداخلية، كلمة شكرت فيها الجمعية على التعبئة المهمة للنساء من المجتمع المدني ومن الجالية المغربية المقيمة بالخارج، كما شكرت كل الوفود المغاربية الحاضرة والشركاء الذين دعموا تنظيم الملتقى. وقالت بأن هذا الملتقى يأتي لتوطيد علاقات الأخوة والتعاون والتضامن بين الدول المغاربية، وبأن تعزيز القيادات النسائية من طرف الوزارة يأتي في إطار تنزيل مضامين الدستور ومواكبة الإصلاحات الكبرى التي يعرفها المغرب، لأن المرأة نصف المجتمع وتشارك في إنجاح النصف الآخر من المجتمع. وقالت بأن المديرية العامة للجماعات المحلية اغتنمت فرصة عقد هذا الملتقى المغاربي لتنظيم الندوة الثالثة من سلك الندوات الجهوية لفائدة السيدات المنتخبات والأطر العليا على مستوى جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء حول إنعاش القيادة النسائية على مستوى الجماعات الترابية المغربية.

كما زفت السيدة العامل للحضور خبر تتويج وزارة الداخلية، عبر مديرية تكوين الأطر الإدارية والتقنية/المديرية العامة للجماعات المحلية، بجائزة الامتياز في الوظيفة العمومية لسنة 2013 من طرف هيئة الأمم المتحدة، وذلك اعترافا بجهودها في مواكبة الجماعات الترابية لخدمة المواطن، وهو أسمى اعتراف دولي يسعى لتثمين المرفق العام. 

يسروفي كلمتها ذكرت السيدة جيدة اللبيك، رئيسة جمعية الساقية الحمراء للنهضة النسوية ومستشارة بالمجلس الجماعي للعيون، بدور جلالة الملك نصره الله في تمكين المرأة وتعزيز تمثيليتها في جميع المجالات، كما قدمت أهداف الجمعية ودورها في دعم الثقافة الروحية والتسامح على الصعيد المغاربي، وشكرت كل الداعمين في تنظيم الملتقى المغاربي.

السيدبعد ذلك، تدخل السيد مولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس المجلس الجماعي للعيون، حيث رحب بجميع الحاضرين بالمدينة وشكر الجمعية على جهودها،  كما هنأ وزارة الداخلية على جائزة الامتياز في الوظيفة العمومية.

 أما شبكة النساء المنتخبات المحليات بإفريقيا، فقد كانت ممثلة ب REFELA من طرف السيدة سيليستين كتشا كورتس، عمدة مدينة وكاتبة عامة لشبكة النساء العمداء بالكامرون، والتي أشادت بتعبئة الجمعية لعدد كبير من النساء، كما قدمت شبكةEFELAالتي نشأت بمدينة طنجة سنة 2011 ، وقدمت أهدافها ودعت النساء المنتخبات لدعم التنمية المحلية والتنمية العالمية.

تلت هذه التدخلات تدخلات أخرى لكل من السيدة مينة غوش، ممثلة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، التي ذكرت بدور النساء على المستوى العالمي لترسيخ الحقوق الإنسانية وبالروابط التاريخية والثقافية والدينية واللغوية التي تربط الدول المغاربية، والسيد ممثل الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج الذي أبرز ماتقوم به الوزارة من توعية ومواكبة للمهاجرات المغربيات من أجل ضمان حقوقهن، والسيد ممثل وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية الذي تحدث عن دور الوكالة لجعل الأقاليم الجنوبية قطبا اقتصاديا للتنمية المندمجة بتعاون وشراكة مع المجالس المنتخبة ومصالح الدولة، وعن مساهمتها في التسويق الترابي لهذه المناطق ودعمها للعمل النسائي بها.

وتواصلت أشغال المنتدى عبر الجلسات العامة والورشات:

*الجلسة العامة الأولى تحت عنوان المغرب العربي والمشترك الثقافي والروحي، عرفت مداخلات أساتذة جامعيين تمحورت حول حضور الساقية الحمراء في مجتمع وثقافة الدول المغاربية وحول المشترك الثقافي والروحي بين دول المغرب العربي. و تبين من خلال هذه المداخلات أن الكثير من الجماعات القبلية بالدول المغاربية قدمت من وادي الساقية الحمراء وأن هناك جماعات سلالية وزوايا بشمال المغرب ووسطه أصلها أيضا من وادي الساقية الحمراء، وأن شيوخ الصحراء المغربية كان لهم دور كبير في تحقيق وحدة الثقافة الروحية بين بلدان المغرب العربي، إلى جانب نساء صحراويات صالحات ساهمن في بناء الثقافة الصوفية عبر هذه البلدان.   

*الجلسة العامة الثانية تضمنت شهادات لنساء مغاربيات وإفريقيات في إطار عملهن كمنتخبات أو فاعلات من المجتمع المدني أبرزن فيها دور ومكانة المرأة في الحياة المجتمعية ووعي العالم بضرورة دعم تمثيلية المرأة في مراكز القرار حتى تكون إلى جانب الرجل في تحقيق التنمية.

* الجلسة العامة الثالثة خصصت للحديث عن الموروث الثقافي والحفاظ على الهوية  المغربة ورافدها الحساني داخل المغرب وخارجه، تميزت بمداخلات ممثلي بعض القطاعات الوزارية إلى جانب ممثلة الجالية المغربية المقيمة في الخارج ورئيس المجلس العلمي لأوسرد، حيث أجمع المتدخلون على أهمية البعد الثقافي والتربوي في الثقافة الحسانية وعلى ضرورة الحفاظ على الهوية المغربية بكل روافدها.

* الورشات تناولت موضوع الآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان وموضوع البرمجة اللغوية العصبية وبناء الذات بالإضافة إلى ورشة خصصت لأشغال تأسيس منتدى مغاربي للقيادات النسائية.

وخلال الجلسة العامة الختامية، تم الإعلان عن تأسيس منتدى القيادات النسائية المغاربية للسلام والتنمية المستدامة برئاسة السيدة جيدة اللبيك، رئيسة جمعية الساقية الحمراء للنهضة النسوية ومستشارة بالمجلس الجماعي للعيون. كما تم تحديد أهداف لهذا المنتدى من بينها:

         * جعل المنتدى فضاء للتسامح وحسن الجوار والسلام والتعايش والتكامل المغاربي،

         * تعزيز القواسم الثقافية والروحية للمنتدى

         * الانفتاح على الجالية المقيمة بالخارج،

         * تنظيم لقاءات المنتدى سنويا بالتناوب بين البلدان المغربية،

         * دعم القيادات النسائية المغاربية والتمكين السياسي للنساء المغاربيات،

         * بلورة شراكة وتعاون مع شبكة النساء المنتخبات المحليات بإفريقيا وجميع الفعاليات في إطار التضامن والتعاون جنوب-

            جنوب،

         * التكوين وتقوية القدرات في مجالات مختلفة لفائدة المنتخبات والفعاليات بالداخل والخارج.

كما تم انتخاب لجنة إدارية للمنتدى ستشكل مكتبا مسيرا يسهر على تتبع عمله وتحقيق أهدافه.

وقد تم الإجماع على تولي السيدة العامل مديرة تكوين الأطر الإدارية والتقنية بوزارة الداخلية، نجاة زروق، الرئاسة الشرفية لمنتدى القيادات النسائية المغاربية للسلام والتنمية المستدامة.   

وفي ختام المنتدى، تم توزيع بعض الجوائز التحفيزية على المتفوقات في برامج محو الأمية التابع للجمعية، كما تم رفع برقية ولاء وإخلاص للسدة العالية بالله.

يشار إلى أن الملتقى يهدف بالأساس إلى إنعاش القيادات النسائية ودعم تمثيلية المرأة في مواقع القرار، والتعريف بأهم خصوصيات الثقافة الحسانية واستثمار المشترك الثقافي والروحي المغاربي لتعميق الروابط وتكثيف التعاون بين دول المغرب العربي.

مشاركاتوقد عرف حضور أكثر من 800 مشاركة ومشارك من رؤساء الجماعات الترابية ومستشارات وكاتبات عامات من مختلف جهات المملكة والوفد المغاربي وممثلي الجالية المغربية بالخارج وجمعيات وتعاونيات من الجهات الجنوبية الثلاث ونساء مستفيدات من محاربة الأمية بالمراكز التابعة للجمعية المنظمة وشباب منخرطين في نفس الجمعية، بالإضافة إلى ممثلي القطاعات الوزارية والمؤسسات الشريكة. كما عرف أيضا تنظيم معرض للمنتوجات التقليدية لتعاونيات وجمعيات تنتمي إلى الجهة.  

وعلى هامش هذا الملتقى٬ تم توقيع بروتوكول نوايا بين جماعة العيون وجماعة بانكانكتي من الكامرون من أجل التعاون الثقافي والاقتصادي والاجتماعي.

وللمزيد من المعلومات، أجرت البوابة الوطنية للجماعات الترابية حوارات مع:

       * السيدة نجاة زروق، العامل مديرة تكوين الأطر الإدارية والتقنية بوزارة الداخلية حول تتويج الوزارة بجائزة الامتياز في الوظيفة

          العمومية لسنة 2013 من طرف هيئة الأمم المتحدة،

       * السيد مولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس المجلس الجماعي للعيون حول بروتوكول الشراكة،

       * السيدة جيدة اللبيك، رئيسة جمعية الساقية الحمراء للنهضة النسوية ومستشارة بالمجلس الجماعي للعيون،

       *  السيدة مينة غوش، ممثلة الجالية المغربية المقيمة بالخارج حول أهمية منتدى القيادات النسائية المغاربية،

       * السيدة سيليستين كتشا كورتس، عمدة مدينة بانكانكتي بالكامرون حول بروتوكول الشراكة و المنتدى. 

28/05/2013