المغرب يسير نحو تنزيل الجهوية المتقدمة، والنخب الجهوية لها من الكفاءة ما يؤهلها لتكون شريكا مفضلا للدولة

اكد السيد الوالي المدير العام للجماعات المحلية في كلمته، التي ألقاها بالنيابة السيد رشيد عفيرات مدير الممتلكات، "أن الانتخابات المحلية مكنت من بروز نخب سياسية مارست التداول على تدبير الشأن المحلي بشكل جعل بلادنا اليوم، وهي تسير نحو تنزيل مشروع الجهوية المتقدمة، تتوفر على نخب جهوية، لها من التجربة والكفاءة ما يؤهلها لتكون شريكا مفضلا للدولة في تنفيذ السياسات العمومية في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية".

وأضاف السيد الوالي أن "الجهوية المتقدمة تندرج في سياق رؤية جديدة لتدبير شؤون التنمية في إطار وحدة الدولة والوطن والتراب، وذلك عبر تمكين الجهات من اختصاصات مهمة في مجالات اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية، وفقا لمبدأي التفريع والتدبير الحر، وهما مقتضيان دستوريان يكتسيان أهمية بالغة في النظم الدستورية الحديثة".

الجلسة الافتتاحيةجاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لندوة "الجهوية الموسعة وتحقيق التنمية المستدامة: الفرص والتحديات" والتي نظمتها المديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية بشراكة مع المعهد العربي لإنماء المدن التابع لمنظمة المدن العربية ما بين 21 إلى 24 ماي بمدينة الجديدة، بهدف مناقشة موضوع الجهوية وارتباطها باللامركزية والتنمية  والإقتصاد والشباب والتخطيط الإستراتيجي، و تبادل الخبرة في موضوع الجهوية داخل العالم العربي، وتقديم بعض النمادج الرائدة في الميدان.

من جهته أشاد السيد عبد الله العلي النعيم، رئيس مجلس الأمناء ورئيس المعهد العربي لإنماء المدن، بعقد هذه الندوة في إطار عربي لتبادل التجارب والخبرات في مجال اللامركزية والجهوية، وأكد أن الندوة جاءت في سياق عربي يتميز "بالتحولات السياسية، ما أفرز انتظارات كبيرة لدى المواطن العربي".

كما تخلل الجلسة الافتتاحية كلمات ترحيبية لكل من السيد عبد الله بن ذهيبة، والي جهة دكالة-عبدة وعامل اقليم آسفي، والسيد معاد الجامعي، عامل اقليم الجديدة، والذي ركز على المؤهلات السياحية والفلاحية وكذلك الصناعية لمدينة الجديدة، وهو موضوع الشريط الوثائقي الذي عرض لإمكانيات جهة دكالة عبدة وأعطى نظرة عامة عن المشاريع التنموية بالجهة.

عرفت الندوة عقد أربع جلسات: الأولى حول اللامركزية والجهوية، والثانية حول الجهوية والتنمية، والثالثة حول الجهوية والاقتصاد والشباب، والرابعة حول الجهوية واستراتيجيات التنمية.

الجلسة الأولىوقد تميزت الجلسة الأولى التي ترأسها السيد سعيد شباعتو، رئيس جمعية الجهات المغربية، بتدخل السيد الوالي بوزراة الداخلية وعضو اللجنة الاستشارية حول الجهوية الموسعة عبد اللطيف بنشريفة، الذي استعرض أهم النقاط التي جاءت في تقرير اللجنة الاستشارية حول الجهوية وتتمثل في البعد السياسي الديمقراطي للجهوية والبعد التنموي وبعد الحكامة الجيدة وكذا مبدأ اللاتمركز.

كما تعرض ممثل الغرفة التجارية الصناعية بالرياض لتجربة الحكم المحلي بالمملكة العربية السعودية منذ تأسيس الدولة المركزية في عهد الملك عبد العزيز إلى تبني وتفعيل نظام الإدارة المحلية. 

عفيرات"تطور ميدان إعداد التراب مرتبط بمسلسل الجهوية" هذا ما ركز عليه عرض السيد رشيد عفيرات، مدير الممتلكات بالمديرية العامة للجماعات المحلية، إذ سرد أهم المراحل التي مر بها تأسيس سياسة إعداد التراب منذ سنة 1968، وأشار إلى الإنجازات والتحديات في هذا المجال.

بالإضافة إلى الجلسات الأربع، فقد عرفت الندوة ثلات ورشات، تمحورت الأولى حول الجهوية وقضايا معاصرة، والثانية حول الجهوية والحفاظ على مكتسبات التنمية والثالثة حول الجهوية: شروط النجاح والإطار الملائم.

و خلال الجلسة الختامية للندوة، أشاد السيد الوالي المدير العام للجماعات المحلية، علال السكروحي، بالتفاعل بين المشاركين في الندوة، ما "أغنى التجارب والرصيد المعرفي في مجال الجهوية" الشيء الذي سيدفع "بالتأكيد إلى تحسين مسلسل الجهوية ببلادنا".

وأشار السيد الوالي في الكلمة، التي تلتها بالنيابة السيدة العامل، مديرة تكوين الأطر الإدارية والتقنية نجاة زروق، إلى أن اختيار الموضوع كان "صائبا لراهنيته ولاعتباره أحد النظم الخلاقة لتدبير الشأن العام". وأكد أن اقتراح إحداث مرصد عربي يعنى باللامركزية والجهوية "جد هام".

وكانت السيدة العامل، مديرة تكوين الأطر الإدارية والتقنية نجاة زروق تلت التقرير الختامي الذي لخص أهم التوصيات التي خرج بها المشاركون في الندوة.

من جهته، عبر السيد عبد الله العلي النعيم، رئيس مجلس الأمناء ورئيس المعهد العربي لإنماء المدن عن امتنانه لوزارة الداخلية لاختضانها "هذا العرس الذي يجسد الأخوة والمحبة بين أبناء العالم العربي من المشرق إلى المغرب"، وأكد أن المدن العربية بحاجة إلى تطوير أجهزتها و"نحن في المعهد العربي لإنماء المدن نسعى قدر الإمكان لتطوير أجهزة البلديات ولن ندخر جهدا في تنفيذ التوصيات التي خرج بها المشاركون في الندوة".

وفي الختام، رفع الحاضرون رسالة ولاء وإخلاص إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله. 

للإشارة فقد عرف اللقاء مشاركة نحو 300 مشارك من السعودية، البحرين، الاردن، العراق، اليمن، سلطنة عمان، مصر، السودان، بالإضافة إلى البلد المستقبل المغرب. 

و على هامش الندوة، استقصت البوابة البوابة الوطنية للجماعات الترابية آراء مجموعة من الحاضرين واجرت الحوارات التالية:

* السيدة العامل مديرة تكوين الأطر الإدارية والتقنية بوزارة الداخلية نجاة زروق: الندوة فرصة لتبادل الآراء والخبرات والتجارب للخروج بما من شأنه إغناء المستوى الذي وصل إليه المغرب في مجال اللامركزية والجهوية "

*السيد عبد الله العلي النعيم رئيس مجلس الأمناء، رئيس المعهد العربي إنماء المدن: للمعهد كممثل لمنظمة المدن العربية دور كبير في تكوين الكوادر العربية  ودورنا هو إيصال المعلومة إلى مختلف الأقطار العربية"

*السيد رشيد عفيرات مدير الممتلكات بالمديرية العامة للجماعات المحلية: الجهوية وإعداد التراب مرتبطان والتنمية المستدامة حاضرة في المخطط  الجهوي لإعداد التراب وهي من ضمن الانشغالات الأساسية في إعداده"

*السيد سعيد اشباعتو رئيس جمعية الجهات المغربية : "المستقبل مبني على الجهوية ولكن أيضا على اللا تركيز"

24/05/2012