الجماعات الترابية تستحضر البعد البيئي في مخططاتها و برامجها التنموية بهدف توفير بيئة صحية وسليمة للمواطنين والحفاظ على حقوق الأجيال القادمة

أوضح السيد الوالي المدير العام للجماعات المحلية علال السكروحي  ان "الجماعات الترابية باعتبارها اليوم فاعلا أساسيا إلى جانب الدولة و شريكا استراتيجيا لها في تنفيذ السياسات العمومية في مجال التنمية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والبيئية، و على ضوء الإختصاصات الموكولة لها بحكم القوانين والأنظمة الجاري بها العمل، انخرطت منذ سنوات في ورش حماية البيئة و التنمية المستدامة، مما يحتم اليوم على المدن و القرى استحضار هذا البعد البيئي في مخططاتها و برامجها التنموية بهدف توفير بيئة صحية وسليمة للمواطنين و الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة" . 

و أضاف "أن الدستور المغربي أدرج لأول مرة الحقوق البيئية ضمن حقوق الإنسان كالحق في الحصول على الماء و الحق في العيش في بيئة سليمة وكذا الحق في التنمية المستدامة، و هي إشارة واضحة من أسمى قانون في البلاد إلى كون موضوع البيئة  أصبح  من  الركائز  الأساسية  لأي  عمل أو تدخل عمومي لا على المستوى الوطني و لا على المستوى المحلي"، و"أن وزارة الداخلية، من خلال المديرية العامة للجماعات المحلية و بتنسيق مع القطاعات المعنية، تعمل على بلورة إستراتيجية متكاملة في مجال تحسين فضاء عيش المواطنين، من خلال عدة أوراش ترمي إلى إعادة التأهيل الطبيعي للمجالات الحضرية و المواقع الطبيعية، إلى جانب إعادة هيكلة و تقوية المصالح المكلفة بحماية البيئة والمساحات الخضراء على المستوى المحلي، وتحسين نسبة استفادة كل مواطن من المساحات الخضراء".

جاء ذلك في كلمته التي تلتها السيدة العامل، مديرة تكوين الاطر الادارية والتقنية نجاة زروق ، في افتتاح اليوم التحسيسي والتواصلي حول برنامج التكوين في مجال تدبير المساحات الخضراء لفائدة رؤساء الجماعات، والذي انعقد بمقر المديرية العامة للجماعات المحلية بالرباط يوم الاثنين 18 يونيو 2012.

لقاءاللقاء يهدف الى تحسيس رؤساء الجماعات باشكالية التنمية المستدامة للمساحات الخضراء واخبارهم ببرنامج التكوين الملقن من طرف معهد تكوين التقنيين في البستنة والإعداد الطبيعي بسلا التابع للوزارة، وكذا معرفة حاجيات الإدارة المحلية في ميدان تقوية القدرات في المساحات الخضراء، بالإضافة الى ضمان تعيين المتخرجين لدى مصالح المساحات الخضراء الجماعية و تفادي تعيينهم في مصالح لاتتلاءم مع تخصصهم.

من جانبها، قدمت السيدة العامل مديرة تكوين الأطر الإدارية والتقنية، مشروع إحداث قطب الكفايات حول مهن البيئة على مستوى الجماعات الترابية، الذي يهدف إلى مواكبة السياسات العمومية المعتمدة في مجال البيئة، التي تهم بالخصوص الجماعات الترابية،  وكذا التكوين وتقوية القدرات المهنية في هذا المجال.

ويرتكز هذا المشروع على كون البيئة تراثا مشتركا للإنسانية و حمايته تشكل انشغالا مستمرا يستدعي مسؤولية مشتركة على المستوى الدولي والوطني والجهوي وعلى الإلتزامات الدولية التي اعتمدتها المملكة المغربية في إطار الإستراتيجية الشمولية لحماية البيئة و كذا الميثاق الوطني للبيئة.

وأفادت أن الحاجة إلى التحسيس  ومواكبة الجماعات الترابية (المنتخبون والموظفون) تنبثق من الاختصاصات التي خولها القانون للمستويات الثلاث للجماعات الترابية في مجال حماية البيئة بشكل مباشر أو غير مباشر، واشتغال العديد من مجموعات الجماعات الترابية في ميدان البيئة. وتشكل تقوية القدرات وسيلة لإنعاش التنمية المستدامة و تحسين وتقديم خدمات ذات جودة للمرتفقين.

وخلال تدخله، اشار السيد حسن الحموتي مدير معهد تكوين التقنين في البستنه والاعداد الطبيعي بسلا، الى الاهمية التي يكتسيها التكوين المقدم من طرف المعهد، الذي تأسس سنة 1980 لتدعيم وتزويد الجماعات الترابية بالاطر التقنية المؤهلة لضمان تدبير مصالح المساحات الخضراء على الصعيد المحلي، و تطوير التقنيات والممارسات الهادفة الى حماية البيئة.

وأبرز أن المعهد يقوم بأنشطة التكوين الأولي لتقنيي البستنة والإعداد الطبيعي  والتكوين المستمر لفائدة أطر الجماعات الترابية، بالإضافة إلى التحسيس بالتربية البيئية.

من جهته قدم المهندس المعماري المكلف بإعادة تهيئة معهد تكوين التقنين في البستنه والاعداد الطبيعي بسلا، عرضا حول المشروع، في حين استعرض السيد محمد الايوبي رئيس مصلحة المساحات الخضراء بمديرية التخطيط والتجهيز و مكون بالمعهد، اهمية إنعاش والتدبير المعقلن للمساحات الخضراء  في الوسط الحضري.

تلت هذه العروض مناقشة الصعوبات و الاكراهات التي يواجهها تدبير المساحات الخضراء في مجموعة من الجماعات ببلادنا، وتم رصد بعض الحلول والاقتراحات التي طرحت للنقاش من أجل النهوض بالإستثمار في الرأسمال البشري من خلال التكوين وتطبيق الشعار المرفوع على أرض الواقع.

حضر هذا اللقاء رؤساء بعض الجماعات المعنية باستقبال طلبة المعهد المتدربين أثناء فترة التدريب،  وتقنيين ومهندسين مكلفين بتدبير المساحات الخضراء، بالإضافة إلى ممثلين عن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ، وصندوق الايداع والتدبير وبعض أساتذة واطر المعهد والمتدربين به. وقد قدم ممثلوا المتدربين شهادات حول التكوين بالمعهد و الإيجابيات و الصعوبات التي تواجههم أثناء فترة التدريب.

وتضمن البرنامج أيضا زيارات ميدانية لمعهد تكوين التقنين في البستنة والاعداد الطبيعي بسلا ولحديقة التجارب بالرباط.

19/06/2012